وأضافت غريس سالم أن تاريخ هذا العلم يرجع إلي نحو 5 آلاف سنة، حيث بدأ الصينيون دراسة تأثير المكان والفراغ، وعلاقتهما بالزمن والاتجاهات، واستفاد الفراعنة من ذلك في بناء الأهرامات، واعتمدوا في حساباتهم الدقيقة أثناء البناء آنذاك علي علم "الفونغ شوي" ومع توسع دراسته ونجاحه أخفاه أباطرة الصين عن شعوبهم لمئات السنين ليكون هذا العلم مسخراً لهم وحدهم من أجل استخدامه في تحقيق نجاحاتهم، وليبقوا قادرين علي إحكام سيطرتهم علي الشعب خوفاً من زعزعة حكمهم، و"فونغ شوي" تعني "الماء والريح" وهي ببساطة علوم الطبيعة التي تقدم وتختزن الطاقة. وحول زيادة انتشار العلم نفسه والبحث فيه واستخدامه في السنوات الأخيرة، قالت غريس سالم : أجرت الولاياتالمتحدةالأمريكية ولأسباب اقتصادية بحتة في ستينيات القرن العشرين، أبحاثاً عدة من أجل إعادة اكتشاف أساسيات وجذور "الفونغ شوي"، بعد أن وجدت أن جزيرة هونغ هونغ تحقق أعلي نجاح اقتصادي في العالم، وتعتبر (هونغ كونغ) هي من أعاد اكتشاف العلم نفسه بهدف تسخيره لخدمة اقتصاد بلادها ونجاحات رجالها في ميادين التجارة والسياسة، وقد عرف وانتشر هذا العلم في الصين واليابان وتايوان وماليزيا وسنغافورة والهند، والتي اعتمدت مبادئ العلوم، مع بعض الاختلافات في ما يتعلق ببعض مبادئها الأساسية. وأوضحت غريس سالم أنه يمكننا تقسيم الطاقة الكامنة إلي ثلاثة مجالات حيوية أساسية وهي: طاقات المكان والزمان والإنسان، وأن لكل منها تأثيره في الآخر وتأثيره في ذاته، ومن خلال هذا العلم، الذي يصعب شرحه بشكل سريع لتشعبه وتأثيره علي كل دقائق الأحداث في الحياة، نستطيع فهم كيفية هذه التأثيرات التي نردها علمياً إلي الطبيعة وحدها، والتي تطرح أسئلة لا نهائية تتصل بصفات الإنسان الشخصية والتحديات التي يمر بها والمكان الذي يقيم فيه.. "الإنسان عبارة عن طاقة وللمال طاقة ولكل شيء طاقة، وللاستفادة القصوي نتعلم عبر العلم نفسه كيفية ترتيب الفراغ، وبالتالي يخدمنا كثيراً في إنشاء المباني والمراكز التجارية و تصميمها". لفتت غريس سالم إلي خطأ اعتقاد البعض أن "الفونغ شوي" يشبه الأبراج الفلكية، وتوقع المستقبل أو قراءة الطالع، مؤكدة أنه يعتمد علي الطبيعة بكل ما فيها من قدرة وقوة وطاقة، فالمرء يستطيع أن يستشير الخبير بعلم "الفونغ شوي" لمرة واحدة في العمر ليقدم له الأسرار والمفاتيح الخاصة به، لكن من خلال النصائح العلمية، والتي تختلف من شخص إلي آخر حسب عمله وميوله وجنسه ورغباته، لافتة إلي أن المرء يستطيع أن يحدد خياراته مدي الحياة، وحسب المستجدات التي تطرأ علي حياته الشخصية أو المهنية.." بمعني آخر، إنها خطوات لتخطيط الحياة وبرمجتها بالطريقة الصحيحة من أجل القضاء علي مخاوف مختلفة في حياتنا، ومن أجل الوقاية والحماية من أي آثار سلبية محيطة، كذلك للتخلص من الأفكار المجهدة، والأفكار المثيرة للقلق، والتي تستحوذ علي التفكير، ولاتخاذ الخيارات الصحيحة في الحياة للحصول علي أفضل النتائج، وإقرار أفضل الخيارات". طاقة إيجابية وتوقفت غريس سالم عند كيفية الاستفادة من كل ما هو حولنا، وتسخيره لتفعيل طاقتنا الإيجابية، بحيث نحدد خياراتنا لكل التفاصيل الموجودة في حياتنا اعتماداً علي هذا العلم الصيني القديم، ولأن هذا العلم يعني بكل ما في الحياة وبكل الأمور التي نتعامل بها، فهو يشمل كل شيء فينا أوحولنا: الألوان والأشكال، ديكور المنزل وخيارات الغرف وأماكنها، وهذه الأمور متعلقة بطاقة المكان، حتي الطعام و نوعية الملابس التي نرتديها، فلكل منا قماش خاص هو الأفضل في تحفيز طاقته الإبداعية والعملية والإنتاجية، وعندما نعاكس الطبيعة نخسر كثيراً من طاقتنا ونهدر إمكاناتنا في القدرة الموجودة لدينا لتحقيق أعلي درجات النجاح". وعن فائدة العلم نفسه لقطاع الأعمال قالت غريس سالم: إن كثيراً من رجال الأعمال غيروا ديكورات مكاتبهم وألوانها، كذلك توزيع المكاتب داخل الشركة، ونوعية الاستثمار، ومكان وشركاء العمل، وهوية وشكل شعار رمز الشركة، إضافة إلي تصاميم بطاقة التعريف، مشيرة إلي أن عدداً من رجال الأعمال أخذوا بنصائح "الفونغ شوي"، لاسيما في الأزمة الاقتصادية الأخيرة، حيث اختلت الموازين التجارية لدي الكثيرين، ورأي رجال أعمال كثيرين أن خبراتهم الطويلة في مجال الأعمال وقفت حائرة أمام خياراتهم التجارية، فلجأ بعضهم إلي نصائح العلم نفسه، التي لم تكن مدرجة ضمن خياراتهم لحلول أزمتهم في السابق، وقد كانت النتائج إيجابية لتوجيههم في استخدام طاقتهم الكاملة للخروج من الأزمة، وبدءوا يلحظون تغيراً في أعمالهم باتجاه الأفضل، وكل الخيارات التي تمت اعتماداً علي "الفونغ شوي" لعبت دوراً كبيراً في تلاقي الطاقات الإيجابية للحصول علي الأرباح رغم الأزمة . وذكرت أن بعض زبائنها رؤساء دول وملوك وسياسيون وأثرياء ومشاهير وسفراء، دون أن تفصح عن قائمة الأسماء تلك، مشيرة إلي أن شركات كبيرة لا مانع لديها في الإعلان عن أن "الفونغ شوي" أسهم في نجاح أعمالها مؤكدة أن اهم اسباب التقدم بالصين ايضا الاهتمام بالصناعات الصغيرة وخاصة داخل الاسرة حيث يقومون بتدريبهم وإمدادهم بكل الامكانيات اللازمة ويقومون بعد ذلك بترويج وتسويق هذه السلع والصناعات الصغيرة فتغلبت بذلك علي البطالة كما ساعد ذلك علي زيادة الدخل القومي بها .