ألمح ستيفان دى ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، إلى احتمال فشل محادثات جنيف المقررة بعد غد الجمعة فى محاولة التوصل إلى حل للصراع السورى المستعر منذ حوالى 5 سنوات. وقلل دى ميستورا من التوقعات بالتوصل إلى تسوية نتيجة الخلافات بين الدول حول تشكيلة الوفود المشاركة، وهو ما أسفر عن تأجيل المؤتمر 4 أيام. واعترف دى ميستورا، خلال مؤتمر صحفى فى جنيف، بالصعوبات التى تعترى المحادثات، وأشار إلى أن مسألة المشاركة ما زالت عالقة. وشدد على ضرورة ألا يواجه المؤتمر الجديد مصير "جنيف 2"، مشيرا إلى أن المقياس الأساسى للدعوات يرتكز إلى قرار مجلس الأمن بشأن سوريا. وتابع أن جدول أعمال المحادثات سيتناول أربعة مجالات رئيسية هى العملية السياسية التى تتضمن الحكومة وعملية صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات،ووقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية على الصعيد الوطنى ومكافحة الإرهاب. وأوضح المبعوث الدولى أن"كل يوم يمر يعتبر هدرا" ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن المشاركين فى المحادثات سيبحثون كأولوية وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية. وأضاف أن "هذه المحادثات ليست جنيف 3"، معبرا عن أمله فى أن تحقق نجاحا. وتابع أنه ما زال يعمل على إعداد قائمته وتوقع إصدار الدعوات خلال ساعات. وأضاف قائلا: "لا تندهشوا: سيكون هناك الكثير من المواقف، الكثير من الانسحابات أو المشاركات نتيجة سقوط قنبلة أو قيام شخص بهجوم، يجب عدم الشعور بالاكتئاب أو التأثر لكن من المرجح حدوث ذلك. المهم هو الحفاظ على الزخم". وفى موسكو، أعلن سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن تدخل الجيش الروسى فى سوريا منذ نهاية سبتمبر سمح ب"قلب الأوضاع" وتقليص مساحة الأراضى التى يسيطر عليها الإرهابيون. ووصف لافروف محاولة ربط بعض السياسيين محاربة الإرهاب فى سوريا بتغيير الحكومة ب"الخطأ الكبير"، مشددا على أنه من دون مشاركة الأكراد فى المفاوضات السورية ستكون التسوية "غير فعالة". ونفى الوزير الروسى ما تردد بشأن عرض قدمته موسكو للرئيس السورى بشار الأسد لاستقالته، مؤكدا أن "الأسد لم يطلب اللجوء إلى موسكو ، ولم نعرض عليه الرحيل". وتابع أنه لم يقدم أحد دليلا على أن الضربات الجوية الروسية فى سوريا تسببت فى مقتل مدنيين أو قصفت جماعات معارضة غير مستهدفة. وفى إطار متصل، أكد ديمترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الرئيس فلاديمير بوتين أنه لا تعليق على تقارير المخابرات الأمريكية بأن العسكريين الروس يقومون بتوسيع وجودهم فى مطار القاميشلى المهجور فى سوريا. وفى وقت سابق، قال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إنه يتوقع اتضاح الرؤية خلال يوم أو يومين بشأن محادثات جنيف والمشاركين فيها وعبر عن دعمه لقرار دى ميستورا حول التريث بعض الوقت لإعداد قائمة الأطراف للمشاركة.وقال كيرى "لا نريد أن نتخذ القرار ثم تنهار المحادثات فى اليوم الأول، الأمر يستحق يوما أو يومين أو ثلاثة أو أيا كان". وأضاف أن الأمر يعود إلى الأطراف السورية، وأنه إذا لم يتسموا بالجدية ستتواصل الحرب. وفى أنقرة، أكد أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى رفض بلاده مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى السورى مع وفد المعارضة، قائلا إن "الذين يرون الاتحاد الديمقراطى شريكا مشروعا ، لا يدركون حقيقة المنطقة، ولا يستطيع أحد أن يقنعنا أنهم يريدون السلام" . وبشأن العمليات العسكرية الروسية، قال أوغلو إن"روسيا كانت تعارض دائما أى تدخل خارجى لكنها الآن تتدخل بشكل سلبي، فى الحقيقة هى تحتل سوريا"، على حد تعبيره. وعلى الصعيد الميداني، أعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عن الهجوم على مدينة حمص، وتضاربت الأنباء حول حصيلة الهجوم لكن وسائل الإعلام السورية أشارت إلى مقتل 22 شخصا وإصابة 100 آخرين.