أكدت روسيا أن العمليات العسكرية التي نفذها سلاح الجو الروسي منذ نهاية سبتمبر الماضي بناء علي طلب من سوريا ساعدت فعلياً علي قلب "الدفة" في البلاد وتقليص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها "الإرهابيون". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو: إن الصورة أصبحت أوضح الآن لما يحدث في سوريا وأنه اتضح من هم شركاء "الإرهابيين" ومن يحاول استخدامهم لمصالحه الأحادية والأنانية. وأضاف أن الجيش الروسي يحرص كثيراً علي تفادي سقوط قتلي من المدنيين في سوريا، مشيراً إلي أن أحداً لم يقدم دليلاً علي أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تسببت في مقتل مدنيين أو قصفت جماعات معارضة غير مستهدفة. وكشف لافروف أن موسكو لديها معلومات بأن عناصر من تنظيم "داعش" تتلقي تدريبات في منطقة ممر بانكيسي في جورجيا قرب الحدود الروسية وإن التنظيم يعزز نفوذه في أفغانستان. وفيما يتعلق بمحادثات السلام السورية المتعثرة والمقرر أن تبدأ بعد غد، اعتبر لافروف أنه من المستحيل التوصل لاتفاق سلام في سوريا دون دعوة الأكراد للمشاركة في عملية التفاوض وأن منع هؤلاء من المشاركة سيكون "جائرا" و"سيأتي بنتائج عكسية". وقال لافروف إن موسكو لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي ولم تعرض عليه اللجوء السياسي. في المقابل، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس إن تركيا تعارض بشدة أن يشارك في محادثات السلام كل من وحدات حماية الشعب الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع الولاياتالمتحدة الذي يعد أكبر جماعة كردية سورية في صفوف المعارضة، مذكراً أن حكومته تعتبر هاتين الحركتين المقربتين من حزب العمال الكردستاني "ارهابيتين". من جانبه، قال أسعد الزعبي رئيس فريق التفاوض التابع للمعارضة السورية أمس إنه ليس متفائلا حيال محادثات السلام المقبلة في جنيف مما يلقي مزيداً من الشك حول حضور المعارضة. وأضاف أن مبعوث الأممالمتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا "لا يحق له تماما أن يفرض شروطا" علي فريق المعارضة. وجاء ذلك قبل ساعات من اجتماع الهيئة العليا للتفاوض بالرياض لتقرر ما إن كانت ستحضر اجتماعات جنيف. واشترطت الهيئة وقف الحكومة السورية وحلفائها الروس الضربات الجوية ورفع الحصار عن المدن، قبل مشاركتها في المحادثات. في تطور آخر، لقي 30 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من مائة جراء هجوم انتحاري أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه واستهدف نقطة تفتيش للجيش السوري في مدينة حمص في وسط البلاد. في تلك الأثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري استعاد السيطرة علي مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية من فصائل المعارضة المسلحة في محافظة درعا بعد معارك شرسة ليؤمن بذلك طريق إمداده من العاصمة إلي الجنوب. وفي جنيف دعا منسق الشؤون الإنسانية في سوريا إلي التوصل إلي حل سياسي للصراع السوري، وقال يعقوب الحلو إن نصف سكان سوريا نزحوا من منازلهم وأن الأزمة التي تشهدها سوريا هي الأسوأ في القرن الحادي والعشرين.