بعيدا عن شطحات اسلام البحيرى الذى وصف الازهر أفكاره بانها "شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم، وتسيء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن. وانه تجاوز حدود الفكر إلى المساس بالثوابت والطعن فيها والتجريح في الأئمة المجتهدين والعلماء الثقات وتراث الأمة المتفق عليه". وبعيدا عن تخاريف الشيخ ميزو، الذى شكك ليس فقط فى الحديث النبوى الشريف، ولكن فى القرأن الكريم، كما أفتى ببعض الأمور الخطيرة منها: أن ممارسة الجنس بين رجل وامرأة غير متزوجين لا يعتبر زنا وإنما هي بغاء، وأن الحجاب ليس فريضه دينية، وغيرها من الترهات. أما الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فافتى أن :"التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة هذا أشر من شرب الخمر وفعل المنكرات، والذين يهنئون الأقباط ليسوا من السلفية، فنحن لا نهنئ الأقباط، والمسيح نبى من أنبياء الله، ولكن الاحتفال بمولده هو بدعة من البدع". وإذا كان هذه النماذج لرجال لبسوا مسوح الدين، ويرتكبون إثما عظيما، بما يضلون به غيرهم، حتى طلب الكثيرون ألا يخرج على الناس فى الاعلام إلا علماء الأزهر. فهل حال الازهر أفضل؟ ويخرج علينا علماء الازهر الأجلاء بفتاوى وأراء غريبة منها ما أعلنته دار الافتاء المصرية، من أن شهداء يناير ليسوا شهداء، وبعدم جواز “إطلاق لقب شهيد على قتلى التظاهرات، فإطلاق وصف الشهيد على المسلم الذي مات في معركة مع الأعداء، أو بسبب من الأسباب التي اعتبرت الشريعة من مات به شهيداً، مع أننا جميعا نحفظ الحديث الشريف: ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)، وقد خرج متظاهرو يناير للمطالبة بمالهم المنهوب وعرضهم المسلوب، وكان من الأولى أن يقول حسابهم على الله، فالمؤمن "لما هاجر اليه"، ومن الفتوى المثيرة للسخرية تلك التى أجازت دار الإفتاء صداقة المسلم والمسيحي، أفى الوقت الذى أحل فيه الاسلام للمسلم أن يأكل من طعام أهل الكتاب، ويتزوج منهم، هل يمكن أن يحرم عليه صداقته؟ أما وزير الاوقاف فقد أفتى مؤخرا أن الخروج للتظاهر فى 25 يناير حرام، ولم يقل لنا هل الحرمانية فى التظاهر؟ أم فى 25 يناير؟ وهل التظاهر فى غير 25 يناير حلال أم لا؟ أما الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق فهو صاحب العديد من الآراء الغريبة منها: أن السجائر والأفيون والحشيش طاهرة ولا تنقض الوضوء، وقال إن الرسول من مواليد برج الحمل، أو ما أثاره من الجدل بعد تصريحه بأن تمثال "أبو الهول"، هو لنبي الله "إدريس"، والذي كان يلقب بهرمس الهارمسة. وقال أيضا إن ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، من آل البيت، مشيرًا إلى أن شخصا يدعى الهاشمي هو جد إليزابيث الثانية، وأنها لم تُسلم لأن الإنجليز أرغموا جدها عنوة على التنصر. كما قال أن "الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، غنى أبوعيون جريئة؛ لمدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام". أما الدكتور سالم عبدالجليل، وهو عالم أزهرى فيقول بتحريم "المحادثات" بين الشباب والفتيات عبر فيسبوك أو الشبكات الاجتماعية، ويعتبرها درجة من درجات الزنى، لأن الزنا لا يقتصر على الجماع بين الرجل والمرأة في الحرام، لكن النظرة الآثمة والكلمة الآثمة هي أيضاً درجة من درجات الزنا. وتكتمل المأساة بما أعلنه العالم الأزهري المقيم في أستراليا الشيخ مصطفى راشد أن الخمر ليس محرماً، ولكنه مكروه. واعتبر أن التحريم يكون في حالة السكر فقط لوجود ضرر على شارب الخمر والمحيطين به في حالة السكر. وقال أن الخمر لم يصل للتحريم في القرآن، حيث لا يوجد نص قطعي يحرمه. ناهيك عمن شبه المشاركة فى الانتخابات، واجبًا شرعيًا لا يقل عن وجوب الصلاة، ومن يترك هذا الواجب كأنه ترك صلاة واجبة عليه، وآخر وصف بعض المسئولين بالرسل. فهذه نماذج من الفتوى والاراء الدينية التى يخرج علينا بها بعض مدعى الدين من ناحية، وبعض علماء الدين من ناحية أخرى، وهى تذكرنا بفضيحة فتوى "رضاعة الكبير"، فهى تثير البلية والشك فى أذهان العامة وخاصة الشباب، ثم يتساءلون: من أين يأتى التشدد أو التسيب فى الدين؟ نحمد الله أن الإسلام لم يجعل بين الانسان وربه وسيطا، فلا يوجد به رجال دين كلمتهم مقدسة، بل علماء دين، يؤخد من كلماتهم ويرد. ونستطيع أن نفكر بعقولنا، بعيدا عن كثير من هذه الشطحات الدينية. لمزيد من مقالات جمال نافع