هذا الرجل وهب نفسه للرياضة.. فمن ناشئ صغير فى العاشرة من عمره حتى صار رئيسا للاتحاد الدولى فى اللعبة التى عشقها ومنحها عمره كله . هو الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد والذى يزور مصر الان ممثلا للجنة الاوليمبية الدولية من أجل إيجاد حل لمشكلة صدور الحكم القضائى بإلغاء انتخابات النادى الاهلى حيث يؤدى دورا وطنيا و يقدم خلاصة تجاربه ونصائحه التى يستمع اليها المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة قبل ان يتخذ قراره التاريخى الذى ينتظره الجميع سواء فيما يخص النادى الاهلى او عدد آخر من الموضوعات . السطور التالية حوار للاهرام مع الدكتور حسن مصطفى : بداية .. يهمنى أن أعرف ماذا تعنى اهمية وجود مندوب من اللجنة الاولمبية الدولية كلما واجهت الرياضة المصرية مشكلة ؟ انا لست ممثلا" للجنة "الاوليمبية الدولية انما انا ممثل "الحركة " الاوليمبية .. والحركة تعنى انى امثل الاوليمبية الدولية بجميع اتحاداتها الدولية وجميع اللجان الاوليمبية الوطنية الاعضاء فى اللجنة الاوليمبية الدولية .. والقصة بأختصار ان الحركة الاوليمبية – التى امثلها – يعنيها فى المقام الاول " ديمقراطية " الرياضة التى هى فى مصر مازالت بالنسبة لنا مولودا جديدا وهذا هو ماحرصت على توضيحه للمسئولين بالخارج وقد تفهموا هذا جيدا ولذلك اعتقد ان الجميع يؤازرنا وقف معنا بعدما اوضحت الصورة بشكل أرضى ضميرى الوطنى كمصرى وايضا ارضى ضميرى المهنى كممثل للحركة الاوليمبية . (استقلالية الرياضة ) أسمح لى أقول لك إن كلمة " ديمقراطية " لفظ عام يساء فهمه وتفسيره كثيرا جدا هذه الايام وبالذات فى مصر .. وانا اريد ان أعرف منك مدلول هذه الكلمة فى الحركة الاوليمبية الدولية ؟! مدلولها واسع وكبير لكننا مازلنا فى "سنة أولى " ديقراطية رياضية وهم يتفهمون هذا بالخارج ولذا فليس مطلوبا ابدا سوى العمل على استقلالية الرياضة من خلال تعظيم دور الجمعيات العمومية واعتقد ان سيادة الوزير عبد العزيز مع المهندس هشام حطب رئيس الاوليمبية المصرية يدركان جيدا هذا المطلب الدولى ويعملون على تنفيذه حفاظا على ديمقراطية الرياضة واستقلاليتها . أريد أن أعرف منك موقفك الشخصى من قضية حل مجلس ادارة النادى الاهلى خاصة انك " اهلاوى " كبير وعضو بالجمعية العمومية بالنادى ؟! لا يوجد شئ اسمه الرأى الشخصى , انا امثل جهة اعطتنى تفويضا ورأيى اقوله داخل اللجنة الثلاثية .. والقرار الذى يتخذ يكون بالاغلبية . ( كلنا يد واحدة ) وماذا لو اتفق الاثنان (الوزير وحطب) على قرار بالأغلبية يتعارض مع الميثاق الاوليمبى الذى تمثله ؟ كلنا متفقون على أهمية الديمقراطية للرياضة فى مصر .. والوزير تحديدا صاحب مواقف مشرفة جدا بهذا الصدد .. وما يميزه انه لا يتعنت فى الرأى .. ومثلا فى البداية كانت له رؤية ولكنه تفهم الموقف بعد اللقاء المطول الذى جمعه برئيس اللجنة الاوليمبية الدولية وكنت حاضرا فيه وقد جرت احداثه فى لوزان . بالمناسبة .. انا الوحيد الذى كتبت عن هذا اللقاء وذكرت بعضا من تفاصيله وفوجئت بمن يكذبنى من الزملاء .. وسؤالى هو : لماذا كان اللقاء سريا لهذه الدرجة ؟ ربما لاعتبارات خاصة لم اكن اعرفها واتصور ان هذا اللقاء جرت أحداثه فى فترة وجود الرئيس السابق للجنة الاوليمبية المصرية .. وربما كانت المصلحة العامة تقتضى ذلك وقتها .. ولا ادرى هذه الظروف التى صاحبت هذا الاجتماع على وجه الدقة التى يعرفها الناس عنى . ( استقرار القطبين الكبيرين ) هل قرار اللجنة الثلاثية صار جاهزا للصدور فيما لو رفضت المحكمة استشكال مجلس الاهلى الذى يوقف تنفيذ قرار المحكمة السابق بعدم اعتماد نتيجة الانتخابات ؟ اللجنة حريصة على المصلحة العامة للدولة خاصة وان الاهلى والزمالك وحدهما يضمان نحو 80% من اللاعبين المشاركين فى رى ودى جانيرو .. ومن ثم فإن اى اهتزاز للقطبين الكبيرين من شأنه ان يؤثر بالسلب على نتائج مصر فى الاوليمبياد . ورأيك فى تصريحات عضو مجلس ادارة النادى الاهلى الذى اتهم حسن حمدى والخطيب بسعيهما الدؤوب لحل مجلس ادارة النادى الاهلى ؟ أنا صديق مقرب جدا لحسن حمدى , ولم اره او اتكلم معه منذ الانتخابات الاخيرة للنادى . وهو انسان نقى ولا يمتلك عقلية تآمرية , واخلاقيات الخطيب تمنعه من ان يفعل شيئا من شأنه ان يعود بالخراب على النادى الذى صنع اسمه ومجده وتاريخه. ( الطموح المشروع ) وهل – كعضو جمعية عمومية _ ترى أن عصر الخطيب قد انتهى تماما ولم تعد لديه فرصة الجلوس على مقعد رئيس النادى الاهلى ؟ الخطيب رجل له وضعه ومكانته وتقديره فى محيط كرة القدم .. ورئاسته للنادى الاهلى طموح مشروع بالنسبة له ولاى شخص آخر غيره يجد فى نفسه الكفاءة لرئاسة هذا الصرح الرياضى الكبير وان كنت اقول عن نفسى اننى اتمنى أن أرى الخطيب رئيسا للنادى الاهلى يوما ما . وهل من أمنيات أخرى بالنسبة للنادى الاهلى ؟ أتمنى من كل قلبى ان يتم قبول الاستشكال ويظل مجلس ادارة المهندس محمود طاهر كما هو وبذلك نكون قد حافظنا على استقرار النادى واحترمنا حكم القضاء وحمينا الرياضة المصرية من الايقاف . وهل ثمة خلاف ما فى اى جزئية فى قضية النادى الاهلى أو فى اى قضية اخرى معلقة ؟ الاتفاق بيننا الان ( انا وحطب والوزير ) بنسبة 100% , وكل شىء تمت دراسته جيدا ولا يوجد بيننا اى خلاف من اى نوع , ويهمنى أن اشيد بخالد عبد العزيز الذى يفهم جيدا ماذا يفعل ويتريث قبل ان يتكلم ويأخذ القرار المناسب فى الوقت المناسب واشهد ان كل مواقفه تتسم بالوعى والفهم والوطنية , كما اثنى على المهندس هشام حطب الذى يملك ذكاء شديدا ووطنية خالصة . وماذا عن مشكلة اتحاد الجمباز ؟ القضية سهلة ومحلولة والمجلس الحالى مستمر . وماذا عن اتحاد الكرة الطائرة ؟ المجلس الحالى تم الاتفاق بشأنه مع الاتحاد الدولى للعبة الذى اعترف به وقد نجح الاتحاد المصرى فى وضع لائحته واعتمدها الاتحاد الدولى ولا توجد اى مشكلة بشأنه . ( بطولة افريقيا لليد ) وماذا عن بطولة افريقيا لكرة اليد المقامة بالقاهرة هذا الشهر ؟ وهل لدى الاتحاد الدولى الذى تترأسه اى مخاوف نحو اقامة البطولة فى هذا التوقيت ؟ قلت لزملائى بالاتحاد الدولى ان مصر آمنة تماما .. وكلهم مقتنعون بذلك ولذا رحبوا جميعا بإعطاء مصر حق تنظيم كأس العالم للرجال عام 2021 , ولو كان يساورهم اى شك فى ذلك لما وافقوا .. وكان كلامى للجميع فى آخر اجتماع لنا ان ما يحدث فى مصر يحدث بصورة اكبر فى اى مكان بالعالم . ماذا لو صدر حكم قضائى بالغاء انتخابات اتحاد كرة القدم المصرى , وهل سيكون للحركة الاوليمبية الدولية دور فى هذه القضية؟ لو حدث هذا فسوف يتكرر الامر برمته مع ما يحدث مع مجلس ادارة النادى الاهلى .. لأن الاساس عندنا ان جميع الاتحادات الرياضية مستقلة , وأن اللجنة الاوليمبية المصرية تتعاون مع الاتحادات لتسييل عملها واعداد فرقها . (لا عودة للمستشار ) تردد أن الرئيس السابق للجنة الاوليمبية المستشار خالد زين يستعد لخوض الانتخابات القادمة لرئاسة اتحاد التجديف والتى تتيح له بعدها الترشح لرئاسة اللجنة الاوليمبية المصرية ... وبدورى أسألك عن شرعية هذا الطموح اتساقا مع الحركة الاوليمبية الدولية ؟ المستشار خالد تم فصله من الجمعية العمومية للجنة الاوليمبية المصرية , ومن ثم لم يعد من حقه الترشح مرة اخرى لرئاسة اللجنة مدى الحياة . اما عن مسألة رئاسته لاتحاد التجديف ففيها كلام , حيث ان ما سمعته مؤخراعن حدوث تجاوزات ربما يمنعه من الترشح لو ثبتت حدوثها . ( لا للمجاملات ) السؤال الاخير : هل تتحكم بك عواطفك وأنت تتخذ قرارا ما ؟ لو كان هذا يحدث لما صرت حسن مصطفى .. واقسم بالله انى عمرى ما جاملت احدا فى العمل , ولو ألد أعدائى له حق عندى فلابد ان يحصل على حقه والعكس صحيح ايضا .. وقد كان الدرس الاول الذى تعلمته فى بداية حياتى الادارية ان العمل الذى تتخلله المجاملات لا يمكن ابدا ان ينجح .. واعتقد انى نجحت فى حياتى العملية لانى التزمت بتطبيق هذا الدرس .