بعد انتشار الإرهاب و«حرب الكل ضد الكل» وتدمير النسيج الوطنى للعديد من الدول أصبح شبح الإرهاب يزداد قوة وتطورا وأيضا خسة تجعلت كل إنسان على كوكب الأرض لديه شعور بعدم الأمان وبأنه الهدف القادم للإرهاب نظرا لغياب منظومة فعالة للأمن الجماعى قادرة على مواجهة الإرهاب الدولي.وفى النهاية تراكمت فواتير الإرهاب وهى لا تخص دول العالم النامى وحدها وإنما الغرب أيضا شريك فيها والكل مطالب الآن بالوفاء بما عليه بأسرع ما يمكن لمواجهة غياب الاستقرار الذى يتزايد فى عديد من الدول والذى أثر سلبيا على مناخ الاستثمار وبالتالى على الاقتصاد فيها إلى جانب تأثيره السلبى فى تهديد السلام العالمى والذى تحمل فيه العبء الأكبر الآن من تبعاته أفغانستان والصومال والعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا وليبيا. وكما يقولون من زرع حصد ...فقد حان موعد سداد فواتير الإرهاب المستحقة على الجميع سواء على الغرب بعد أن بدأت عملية غياب الاستقرار وموجات الإرهاب الآن تسير فى اتجاه الغرب سواء على الغرب لغضهم الطرف وصمتهم لسنوات طويلة على المنظمات والجماعات المتطرفة بل ورعايتهم لها ماديا ومساندتها عسكريا فى أحيان كثيرة وتأجيج الحروب الداخلية ومد الجماعات المتصارعة بالأسلحة المتقدمة بعد أن كانت لا تتعدى أدواتها الأسلحة الخفيفة لتتحول بعضها إلى دول فاشلة مصدرة للإرهاب فى العالم. من ناحية أخرى فإن حكومات الشرق الأوسط لا يمكن اعفاؤها من مسئوليتها فى إيجاد مناخ العنف واستمرار الفوضى الامر الذى وفر بيئة خصبة لتزايد الإرهاب على أراضيها بعد إهمالها التعليم واعتمادها الدائم على الحلول الأمنية وفشل هذه الحكومات فى توفير حياة كريمة لمواطنيها وغياب العدالة الاجتماعية وانتشار الفقر والجهل والمرض وهو ما دفع الناس للتعاطف مع هذه التنظيمات المتطرفة والانضمام لها فى البداية.