في أكبر موجة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية يفر أربعة ملايين سورى من الحرب الدائرة في بلادهم على متن زوارق هشة عبر البحر المتوسط، يحتشدون في القطارات ويتسلقون الجبال غير مبالين بما يواجههم من مصير مجهول وأخطار الاعتقال والترحيل، او حتى الغرق بعد أن ضاقوا من القمع الذى اكتووا به على يد النظام السوري والمعارضة التى تمولها دول الجوار لتدمير سوريا. وفى حين يستضيف لبنان والأردن مليونى لاجئ وضعت معظم الدول العربية قيودا أمام التأشيرات اليها تجعل من الصعب على السوريين دخولها، اما الأكثر صعوبة هو البقاء فيها، بل وصمت بعض الدول العربية أذانها واكتفى بعضها فقط بتقديم الدعم المالي، والبعض الآخر ارسل الدعم العسكري لبعض الأحزاب والفصائل السياسية المتناحرة، و اكتفى البعض فقط بالتنديد والتصريحات النارية. ونتيجة لهذا المشهد المأساوي لم يجد السوريون هربا من مذابح بشار وقوى التطرف الممولة من الخارج سوى الفرار إلى الموت عبر البحر، لكن سوء الحظ استمر يطاردهم بعد إعلان جهاز الموساد عن محاولات داعش لتحويل ايطاليا قاعدة لعملياتها فى اوروبا ، ووجود مؤامرة لاغتيال بابا روما على يد داعش والذين يمكن ان ينفذوا إلى اوروبا فى ظل موجة اللاجئين العاتية. وهذا يعنى مزيدا من القيود على اللاجئون السوريين فى الغرب ايضا، وبالتالى لن ينعموا بالراحة فى اى مكان على كوكب الارض، خاصة ان بعض الدول الأوروبية رفضت الحصول على حصتها من اللاجئين والحد من تدفقهم لأسباب اقتصادية وعرقية. وفى النهاية يتحمل النظام السورى وجيشه المسئولية كاملة عن تدمير دولة عرقية تمتد جذورها عبر التاريخ .. لن تعود أبدا كما كانت. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى