يبقي في ختام هذه الإطلالة التي امتدت لعشرة أيام متواصلة أن أقول بكل الصراحة والوضوح: إن التاريخ الإسلامي والفقه الإسلامي زاخر ومليء بمواقف عظيمة تؤكد عظمة الإسلام وسماحته وسبقه للجميع في احترام حقوق الإنسان واحترام حرية العقيدة... ولعل قصة القبطي مع والي مصر عمرو بن العاص خير شاهد ودليل علي أن اختلاف الرعية في المعتقد الديني لا يصح أن يكون ذريعة للتمييز بينهم في الحقوق أو الواجبات السياسية والاجتماعية والإنسانية, وأنه مثلما ضرب ابن عمرو ابن القبطي بالسوط وجب القصاص منه بالأسلوب نفسه وعلي الملأ! وإذن لماذا يتجاهل المتحاملون علي الإسلام ما يقول به التاريخ, وما رصده كافة المستشرقين عن معاملة الرسول صلي الله عليه وسلم لأهل الكتاب يهودا ونصاري فقد كان يزورهم ويكرمهم ويحسن إليهم ويعود مرضاهم ويأخذ منهم ويعطيهم! ويقول ابن إسحاق في السيرة: إن وفد نجران وهم من النصاري لما قدموا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم... و كان ذلك سنة أراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يستنها لتأكيد جواز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين وتمكينهم من صلاتهم بحضرة المسلمين وفي مساجدهم أيضا إذا كان في ذلك عارض! ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام هو القائل: من أذي ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة صدق رسول الله.. وهو القائل أيضا: من أذي ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد أذي الله صدق رسول الله.. فهل بعد كل هذا يمكن لأحد أن يدعي علي الإسلام بغير ما فيه, وأن يلصق به أمورا لم ترد في محكم الكتاب أو صحيح السنة؟! والخلاصة إن الإسلام ليس كما يراد تصويره ظلما في دول الغرب وإنما هو شريعة دين ودنيا تقوم علي تثبيت دعائم العلاقات الطيبة بين أفراد المجتمع الإنساني كله لتوثيق التعارف وتبادل المنافع والإسهام المشترك في تحقيق التقدم والرقي للإنسانية جمعاء. وكفي متاجرة ومزايدة علي الإسلام والمسلمين بشعارات حقوق الإنسان ودعاوي اضطهاد الأقليات استنادا إلي بعض سلوكيات التعصب والتطرف التي لا تقتصر علي المسلمين وحدهم!. وكفي صمتا وسلبية وعجزا عن وضع النقاط علي الحروف!
خير الكلام: من يملك المال دون أولاد ليس غنيا.. ومن لديه أولاد دون مال ليس فقيرا! [email protected]