في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار في سوريا والذي دخل حيز التنفيذ وفق خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان, خرج مئات السوريين عقب صلاة الجمعة استجابة لدعوات ناشطي المعارضة في عدد من المدن للمطالبة بسقوط نظام الأسد. وتعرض بعضهم لرصاص قوات الجيش السوري مما أسفر عن سقوط11 شخصا في مناطق بدرعا وحماة وإدلب. وقال نشطاء إن القوات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد اشتبكت مع معارضين مسلحين قرب الحدود مع تركيا, الأمر الذي نفته المعارضة السورية فيما بعد. وأكدت مصادر بالمعارضة السورية أن قيادة الجيش الحر أعطت الأوامر بعدم الاشتباك مع قوات النظام تنفيذا لخطة أنان. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية أن ثلاثة انفجارات هزت دير الزور, فيما جري إطلاق نار في منطقة زملكا بريف دمشق من أحد الحواجز علي سيارة تقل مدنيين. وأوضح نشطاء المعارضة إن قوات الجيش السوري قامت بحملة اعتقالات عشوائية وبأعمال استفزازية في محافظة درعا, مشيرين إلي أن القوات الموالية للنظام كانت تسعي لإثارة ردود فعل عنيفة كي تتهم المعارضين بانتهاك هدنة الأممالمتحدة. ورغم هذه الخروقات, تماسك وقف إطلاق النار بين الجيش الحكومي والجيش السوري الحر, في الوقت الذي كثفت فيه الأممالمتحدة من تحركاتها لإرسال مراقبين لسوريا تفعيلا لخطة أنان. وأوضح متحدث باسم كوفي عنان إن مجلس الامن التابع للامم المتحدة من المنتظر أن يصوت علي إيفاد فريق طليعي من10 أو12 مراقبا لسوريا خلال أيام لمراقبة وقف إطلاق النار. وأضاف أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أن هناك التزاما نسبيا بوقف إطلاق النار الذي تدعمه الأممالمتحدة. وقال فوزي في إفادة صحفية معتادة في جنيف ان بعثة أكبر تشمل250 مراقبا سترسل الي سوريا لاحقا. وأحجم عن تحديد الدول التي يحتمل أن تشارك في المهمة لكنه قال إن كثيرا من الدول المرجح مشاركتها لديها بالفعل عاملون بالمنطقة يمكن أن تنقلهم إلي هناك سريعا. وأوضح فوزي أنه في حال تصويت مجلس الامن لصالح القرار فإنه يمكننا المضي قدما في نشر المراقبين دون تأخير. وتعطي مسودة القرار تفويضا بنشر ما يصل الي30 مراقبا غير مسلحين في سوريا مبدئيا لمراقبة التقيد بوقف هش لاطلاق النار تدعمه المنظمة الدولية دخل حيز التنفيذ أمس الأول الخميس. ومن جانبه, شكك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وقف العنف بشكل دائم في سوريا. وقال ساركوزي في مقابلة مع محطة إخبارية فرنسية:لا أؤمن بمصداقية الرئيس السوري بشار الأسد ولا أصدق للأسف وقف إطلاق النار. وقال ساركوزي في المقابلة:إنني علي قناعة بأنه يتعين علي المجتمع الدولي الوفاء بمسئولياته, مطالبا بمساعدة المدنيين في سوريا عبر ممرات إنسانية. وعلي صعيد آخر, دعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض السوريين إلي التظاهر بعد وقف إطلاق النار, مطالبا الدول الداعمة لخطة أنان بتأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات. ومن ناحية أخري, أعلن مصدر رفيع المستوي بوزارة الدفاع الروسية أن موسكو سترسل سفنا حربية للقيام بدوريات مستمرة قبالة الساحل السوري في البحر المتوسط بشكل دائم.