ضمن الإنجازات القومية التى بدأت بقناة السويس الجديدة بدأ العد التنازلى لتسليم المرحلة الأولى من مدينة توشكى الجديدة فى أكتوبر المقبل ، والتى قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى إقامتها لإحياء حلم توشكى المستقبل ، حيث تقع المدينة على مساحة 3 آلاف فدان فى مرحلتها الأولى ضمن 10 آلاف فدان فى امتدادها المستقبلى ، وبتكلفة مبدئية تصل إلى نصف مليار جنيه فضلا عن 400 مليون للبنية الأساسية ، ولتستوعب نحو 80 ألف نسمة ، لتكون قلعة صناعية فى الجنوب ومركزا للنشاط التجارى والسياحى والخدمى لإحياء نشاط مصر الأفريقى ، إضافة لدورها الحيوى فى استصلاح نحو 540 ألف فدان ، لتصبح بوابة التنمية فى الجنوب فى الزراعات غير التقليدية بهدف التصدير. فمنذ أيام أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قرب انتهاء المرحلة العاجلة لمدينة توشكى الجديدة حسب المستهدف ، وأن العمل مستمر فى الموقع يوميا وعلى مساحة 105 فدادين ، بتكلفة بلغت نحو نصف مليار جنيه ، وذلك برغم ارتفاع درجات الحرارة، وأن إنجاز تنفيذ المرحلة العاجلة للمدينة يسطر تاريخا جديدا، وهى مدينة متكاملة لتنمية المنطقة وهى النواة الأولى لمدينة توشكى الجديدة المتكاملة بمحافظة أسوان ، وفى وقت قياسى، وتعمير هذه المساحة فى الصحراء مع الظروف الصعبة تعد قمة النجاح ،ويتواكب افتتاح هذه المرحلة العاجلة مع احتفالات انتصارات أكتوبر ، لتستوعبت نحو 80 ألف نسمة، توفر فرص عمل لنحو 44 ألف شاب فى مختلف مجالات وأنشطة المدينة .حيث انتهت إقامة 1224 وحدة سكنية، منها 622 وحدة إسكان متوسط ومثلها إسكان اجتماعي، وأنه يتم حاليا الانتهاء من محطة المياه، والتشطيبات الخارجية للمنشآت الخدمية، وهى المركز الطبى والمدرسة والسوق التجارية والمسجد ومبنى للشرطة وآخر للمطافئ بجانب نادٍ اجتماعى ومحطة معالجة بطاقة استيعابية 5 آلاف متر مكعب فى اليوم، ومأخذ مياه بطاقة 75ت ألف متر مكعب فى اليوم، وشبكات بطول 11 كيلومترا، بجانب تغذية المدينة بالكهرباء عن طريق محطة محولات توشكى، وإقامة طرق رئيسية وفرعية بطول 24 كيلومترا، وشبكة تليفونات رئيسية وثانوية. مخطط المدينة وتقع المدينة الجديدة على بعد 55 كيلو مترا من بحيرة ناصر وكيلو واحد عن طريق أسوان أبو سمبل ، ويشمل المخطط التنفيذى للمدينة إقامة مبان من نوعية الإسكان المتوسط ويتكون المبنى السكنى من دور أرضى ودورين علويين وفق نموذجين للعمران الصحراوى الذى يراعى ارتفاع الحرارة الشديد فى هذه المنطقة والتى تتعدى 50 درجة وفق ما أكده الدكتور أحمد عبد الوهاب رزق أستاذ العمارة بهندسة طنطا ،حيث يتوقع التوسع فى المدينة إلى 5 أضعاف المساحة الحالية، والحرص على توفير الخدمات والأنشطة، لتكون مدينة خدمية وإدارية وصناعية وترفيهية وتعليمية أيضا، حيث من المقرر إنشاء جامعة ومعاهد تعليمية ومراكز بحثية ومستشفى مركزى مع الحرص على الطابع العمرانى المناسب للبيئة الحارة فى الاتجاهات المناسبة لحركة الهواء مما يستوجب الاعتماد على االتبريد الذاتى للمبنيب سواء بإقامة املاقفب الهواء أو السماح بالرطوبة بباطن الأرض بالتبريد دون مكيفات، على أن تشمل المراحل التالية التوسع فى اقامة القرى التابعة وتعميرها، لجذب التجمعات الريفية التيت ستنشأ فى مناطق الاستصلاح ، ويتشكل الموقع من منطقة صحراوية يحدها من الشمال طريق أسوان _ أبو سمبل ومزرعة الوليد بن طلال ، وتقع ترعة الشيخ زايد جنوب مدينة توشكى على الجانب الشرقى منها ، وتبلغ مساحة المدينة كاملة 2973ت تفدان ..وتوفر لها المياه الجوفية بالآبارت بعمقت ما بين 50 -80 مترا عمقا ، فى طبقة يبلغ سمكها 140-200 مترمكعب ذات انتاجية متوسطة وملوحة تبلغت حوالى 200 جزء. ،إضافة لمياه سطحية من التفريعة الشمالية لترعة الشيخ زايد ، وهى مصدر دائم وملائم للمياه السطحية للمدينة . وتقدر كمية المياه المطلوبة للمدينة بنحو 750 لترا فى الثانية عند التشغيل على أساس 3 مراحل ، ويتجمع الصرف الصحى للمدينة على محطتى رفع ومنها بواسطة خطوط طرد إلى محطة معالجة على أربع مراحل متماثلة وتقدر الكمية الاجمالية للتصريف بنحو 34 ألفا و640 مترا مربعا فى اليوم ، على مساحة إجمالية المتوقعة لمحطة المعالجة وتبلغت 264 فدانا . ،كما تحصل على الكهرباء من الخطوط الرئيسية ، إضافة إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة الشمسية ، والرياح ، والبيوجاز ، وتقدر الاحتياجات المستقبلية للمدينة بنحو.30 ألفا و640 خط تليفون ، و1560 دائرة تراسل وتستخدم الألياف الزجاجية الضوئية كوسيط تراسل ، بينما تقدر كمية المخلفات الصلبة للمدينة بنحو 320 مترا مربعا فى اليوم. اقتصاديات المياه ويرى الدكتور مغاورى شحاتة أستاذ بحوث المياه ورئيس جامعة المنوفية سابقا، أن نجاح مشروع توشكى سكنيا وزراعيا يرتبط بتوافر المياه بأنواعها السطحية من النيل أو الباطنية من الآبار ، وهذا يتطلب الاقتصاد فى المياه مع تفاوتها سنويا فى منسوب النيل ، مع الحفاظ على منسوب مياه بحيرة السد العالى بحد أدنى 147 مترا، بحيث لا يؤثر على تشغيل توربينات الكهرباء، وأنه يحمد للدولة إقامتها طلمبات عملاقة لرفع المياه من بحيرة ناصر إلى مفيض توشكى ودفع نحو خمسة مليارات متر مكعب من المياه سنويا ممايتطلب مقاومة البخر الذى يستنفد عشرة مليارات متر سنويا من البحيرة، وضرورة مواجهة الشركات التى تتقاعس عن استصلاح الاراضى بتوشكى برغم التسهيلات الكبيرة لها، وبعد أن وفرت لها الدولة البنية الأساسية بما يتخطى ثلاثة مليارات جنيه، وحل مشكلات بعضها وتفادى المنطقة الصخرية من المشروع وهى لا تزيد على 20% المساحة الإجمالية وتخصيصات للمشروعات الصناعية والسياحية للسفاري وغيرها، كما أن إقامة المدينة يساعد على الاستقرار والإنتاج الحقيقى، فالمشروع لو أحسن توظيفه سيغطى تكاليفه فى السنوات الأولى له ، لأن تجربته مطبقة فى بعض الدول العربية وناجحة فى أراض وعرة وأصعب من المصرية، وهناك مثيل لها فى الفرافرة وسيوة والواحات المختلفة والتى بها حياة متكاملة، كما يجب استخدام محاصيل سريعة النمو ولا تستهلك المياه مع سياسات مائية رشيدة منها الشطة الحمراء التى يبلغ ثمن الكيلو منها عشرين ألف جنيه وكذلك البردقوش المطلوب عالميا، وكذلك التركيز على زراعة محاصيل تستوردها مصر مثل البن والشاى والكاكاو والمكسرات بأنواعها ونباتات استراتيجية كالقمح ، والنباتات المخصصة لإنتاج اجود زيوت الطعام والطهى ونباتات السكر والبقوليات بوابة التجارة مع إفريقيا وقال إن المدينة الجديدة ترتبط بإقامة 11 تجمعات تعتمد على الزراعة ، ضمن مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان التى أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى لرفع مستوى المعيشة للمواطن المصرى، وهى فى الوقت نفسه تخدم التجارة مع دول القارة جنوبا، واحياء حركة القوافل التجارية بما يسهم فى ازدهار نشاط مصر بالجنوب والذى ركز عليه الفراعنة فى حضارتهم وهو مايجعل منطقة توشكى هي المستقبل المزدهر للجنوب مع دول الجوار من امكانات تتكامل من حيث النشاط الزراعى والتجارى والصناعى المصرى ، إضافة إلى تميز المنطقة بإنتاج محاصيل خالية من الكيماويات والمبيدات لتباع فى الأسواق العالمية بثمانية أمثال الأسعار العالمية كما يمكن لأنشطة المنطقة أن تكون منطقة جذب لنحو 200 ألف مواطن بين مقيم ووافد، فى مجالات متنوعة مثل محطات الوقود ومراكز للتسويق، وأخرى لتجميع المنتجات الزراعية، والصناعات القائمة عليها، ومحطات لفرز وتعبئة المحاصيل، وثلاجات عملاقة لحفظها استعدادا للتصدير، مما يستوجب إقامة مطار يستوعب كل هذه الأنشطة.