أكد السفير السيد قاسم المصرى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن إندونيسيا لها تجربة سياسية واقتصادية كبيرة يمكن لمصر ان تستفيد منها، لافتا إلى أن اندونيسيا استطاعت ان تتحول من الحكم الشمولي، الذى استمر على مدى 30 عاما، وسط صعوبات شديدة، منها أنها عبارة عن أرخبيل يتكون من 17 الف جزيرة، و امتداد جغرافى كبير، ولغات ولهجات وديانات عديدة، حيث تمكنت رغم هذه الصعوبات من من الخروج بطريقة سليمة نحو تجربة ديمقراطية واقتصادية واستقرار سياسى مشهود له. وقال السفير السيد قاسم، فى تصريحات خاصة ل »الأهرام«، إن اندونيسيا كانت تعتمد فى الدخل العام للدولة على 80% من البترول و20% من الزراعة والأنشطة الأخري، واستطاعت ان تتغلب على هذه النسب وتحويلها الى 80 % للأنشطة المختلفة الصناعية والزراعية والخدمية والأنشطة المختلفة و20 % فقط للبترول دون الانتقاص من الانتاج البترولي، مما جعلها من الدول الصاعدة والتى تسمى بنمور آسيا. وأكد أن دعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى ستجد آذانا مصغية فى اندونيسيا، خاصة أنها شهدت وعانت التطرّف والتشدد الديني، لافتا الى إمكانية التعاون معها خاصة أن إندونيسيا من الدول الكبيرة بمنظمة التعاون الاسلامي. وأشار إلى أن مصر تمتلك رصيدا ضخما جدا من الاحترام للأزهر الشريف وما يمثله من اعتدال ووسطية لدى الشعب الإندونيسي، حيث ينظر لمصر كونها منارة للعلوم الاسلامية والشرعية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 4 الاف إندونيسى يدرسون فى الأزهر الشريف ويعملون عند رجوعهم لإندونيسيا فى شتى نواحى الحياة، كما يحظى خريج الأزهر بالاحترام والتقدير الخاص، لافتا إلى أنه تم تشكيل رابطة لخريجى جامعات الشرق الأوسط بإندونسيا ووجد أن أكثر من 90% منها من خريجى جامعة الأزهر. ووصّف السفير السيد قاسم هؤلاء الخريجين من الأزهر الشريف بأنهم يمثلون القوة الناعمة لمصر، خاصة وأن أعدادهم تصل الى الآلاف من الخريجين على مدى عشرات السنوات، حيث يصل عدد الخريجين من الأزهر فقط حوالى 4 الاف خريج سنويا، وذلك بالاضافة الى اكثر من 30 الف من خريجى الجامعات المصرية، بما يمثل قوة كبيرة جدا لمصر لايستهان بها. وأوضح أن هناك آفاقا واسعة جدا للتعاون بين مصر واندونيسيا التى تعتبر من نمور الآسيان وتمثل صادراتها غير البترولية حوالى 80% و ان مجالات التعاون كبيرة فى العديد من المجالات. وطالب السفير السيد قاسم بضرورة إنشاء رابطة دولية لجميع خريجى الجامعات المصرية أسوة بالجامعات الأوروبية لإقامة علاقات قوية للتواصل مع الخريجين، خاصة الخريجين الإندونيسيين. ومن جانبه، أكد الدكتور عبد المنعم المشاط أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى أن زيارة الرئيس السيسى ستحيى العلاقات التاريخية بين مصر و اندونيسيا التى تعد أكبر دولة إسلامية فى العالم والتى تتميز بإسلامها المعتدل، وأنها اتخذت مواقف متشددة جدا ضد التطرّف الاسلامى من قبل، وتعتبر اندونيسيا من الدول المهمة للغاية جنوب شرق اسيا، حيث إن صندوق النقد الدولى والبنك الدولى سيعقدان المؤتمر السنوى فى اندونيسيا بمدينة بالى عام 2018. وعلى مستوى وآفاق التعاون بين البلدين، أشار عبد المنعم المشاط إلى نجاح التجربة الاندونيسية فى تحقيق التكامل القومى سواء بين أقاليم اندونيسيا المنتشرة فى جزر عديدة او التنوع المذهبى والعرقى والدينى بما يمثل تجربة ثرية جدا لمختلف دول العالم، مؤكدا أن إعادة وتقوية العلاقات المصرية الإندونيسية مسألة مهمة للبلدين للغاية ويمكن تبادل الخبرات السياسية الثقافية والفكرية وزيادة التبادل التجاري، حيث تسعى مصر إلى فتح أسواق جديدة خاصة السوق الاندونيسية التى تمثل سوقا ضخما للغاية ومتنوعة، بالإضافة الى التنسيق السياسى بدرجات عالية وذلك مع أن مصر على وشك الانضمام لعضوية مجلس الأمن وتحتاج إلى مساندة مختلف دول العالم وتستطيع إندونسيا أن تقوم بهذا الدور.