وجه اكتشاف شركة «إيني» لحقل غاز «شروق» الضخم بالقرب من مدينة بورسعيد صفعة قوية للاقتصاد الإسرائيلى خاصة أنه يهدد بإحباط طفرة تصدير الغاز الوليدة فى إسرائيل، والتى كانت تعول على صفقات مع مصر لتحقيقها. وذكرت وكالة «رويترز» أن «إيني» فاجأت الأسواق يوم الأحد الماضى بإعلانها عن أكبر كشف للغاز على الإطلاق فى البحر المتوسط، والعشرين على مستوى العالم، قبالة السواحل المصرية والذى يضم احتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وأشارت الوكالة إلى أن الكشف الجديد يقوض صفقات مربحة تتفاوض عليها شركات إسرائيلية مع شركات غربية تعمل فى مصر ربما لم تعد بحاجة الآن لاستيراد الغاز. وفى هذه الأثناء، حذر خبراء إسرائيليون من أن اكتشاف حقل «شروق» يشكل خبرا سيئا للاقتصاد الإسرائيلي، كما أنه يغلق خيار التصدير للسوق المحلية فى مصر. ومن جانبه، قال إلداد تامير الرئيس التنفيذى لشركة «تامير فيشمان» الإسرائيلية للاستثمار إنه «من السابق لأوانه إلى حد ما تقييم جودة البيانات ودرجة أهميتها، لكن إذا كانت دقيقة فإن الكشف الذى تم قبالة السواحل المصرية يشكل أنباء سيئة للاقتصاد الإسرائيلى وللشركات التى تحوز أصول الغاز على وجه الخصوص». وأضاف تامير أن احتياطيات الكشف الجديد ستكون منافسا مباشرا للمشروعات الإسرائيلية وربما تدفع الأسعار وهوامش الأرباح للانخفاض. ومن جهته، قالت بريندا شافر الخبيرة المتخصصة فى قطاع الطاقة بجامعة حيفا إنه «بالنسبة لإسرائيل، هذا يغلق خيار التصدير إلى مصر لكن الهدف الرئيسى الحقيقى لإسرائيل كان السوق المحلية». وأوضحت شافر أن «هذا الكشف مهم من الناحية الجيوسياسية لمصر، إنه علامة على الثقة فى السياسات الاقتصادية للرئيس عبد الفتاح السيسي». وفى هذه الأثناء، أشار مركز «فاروس» للأبحاث، ومقره القاهرة فى مذكرة بحثية، إلى أنه «بناء على ذلك نتوقع إحياء خطط كبيرة لتوسعة الطاقة الانتاجية خلال من 6 إلى 12 شهرا، ونتوقع أن يتعافى الاستثمار الأجنبى المباشر بشدة بالتزامن مع ذلك». وفى غضون ذلك، هبط سهم شركة «نوبل إينرجي» الأمريكية، والتى تقوم بتطوير حقل لوثيان أكبر حقل للغاز فى إسرائيل مع شركات طاقة إسرائيلية، بنسبة 7،1 % لتصل إليحوالى 32 دولارا فى نيويورك. وفى هذه الأثناء، فقدت أكبر شركات الطاقة فى إسرائيل ومن بينها مجموعة ديليك وأفنر أويل وريشيو 4،5 مليار شيكل «1،14 مليار دولار» من قيمتها السوقية أمس الأول. وسعت مجموعة ديليك وهى شريك فى حقل لوثيان إلى طمأنة المستثمرين بقولها إن الشركات الأجنبية فى مصر ستظل بحاجة إلى الإمدادات الإسرائيلية. من جهة أخري، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن اكتشاف الحقل المصرى وصل إلى الرئيس السيسى خلال زيارته إلى سنغافورة، وهو فى طريقه إلى الصين، وأنه حصل على حزمة إنقاذ أخرى بتوقيعه خلال بداية الشهر الماضى على صفقة مع شركة «بى دبليو جاس» النرويجية لمدة 5 سنوات، ومقرها سنغافورة، للحصول على ما قيمته 60 مليون دولار من الغاز المسال فى العام. وأشارت إلى أن هذه الصفقة سوف تلبى احتياجات مصر من الغاز الطبيعي، خاصة أن الدولة قررت رصد 3،55 مليار لاستيراد 7،79 مليون طن من الغاز الطبيعي، والتى يكفى احيتاجات الصناعة المحلية من الغاز. وأشارت «هاآرتس» إلى أن العصر الجديد الذى ستشهده مصر سوف لا يجعلها فقط تعود إلى كامل إنتاجها، لكنه سيجذب أيضا المستثمرين الأجانب لبناء مصانع فى مصر، وهو ما يتطلب خلق مئات الآلاف من الوظائف الجديدة سنويا. وفى الوقت نفسه، نقلت صحيفة »جيروزاليم بوست« الإسرائيلية تحذيرات الخبراء من أن اكتشاف حقل «شروق» سوف يسبب ضررا بالغا لقطاع الغاز فى إسرائيل. ومن جانبه، أشار ميكى كورنير الاقتصادى السابق فى شركة الغاز الإسرائيلية حيث هاجم آرى ديرى وزير الاقتصاد الإسرائيلى والمعارضة لعدم توقيعهم اتفاق ملزم مع مصر، موضحا أن إسرائيل فقدت دخلا لاقتصادها، وأنها فقدت القدرة على البيع، وأن ذلك الوضع قد يستمر لمدة 10 سنوات. ومن جهته، أكد الدكتور أميت مور الرئيس التنفيذى لشركة «إيكو إينرجي» للاستشارات المالية والاستراتيجية أن سوق الطاقة العالمى حيوية للغاية، وأن الشركات والدول يستغلون الفرص المتاحة، موضحا أن تطور قطاع الغاز الطبيعى فى إسرائيل كان سريعا للاستخدام المحلى لكنه فشل فى ضمان الأمن القومى فى ضوء تطور مصادر الغاز». وفى تل أبيب، قررت حكومة بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى طرح اتفاق لمواصلة التنقيب فى حقول الغاز الإسرائيلية أمام الكنسيت اليوم.