الفلول خرجوا من الجحور.. أخذوا الآن ينتشرون و يمرحون ويعبثون وينافسون.. بدلوا حالة الفزع والهلع التي كانت تنتابهم مع انطلاق الثورة- خوفا من أن تمتد إليهم يد العدالة لمحاسبتهم علي ما اقترفوه في حق هذا الشعب من جرائم وآثام إلي حالة من الترقب والتحول والانتظار ثم انتفضوا وانقضوا علي الثورة والثوار يكيلون لهم التهم وينعتونهم بأنهم سبب التأخر والانحدار الذي تعيشه البلاد أمنيا واقتصاديا ودوليا وفي شتي المجالات وعلي كافة المستويات!! وجازي الله جماعة الإخوان وكل ممثلي القوي الثورية الذين انتخبناهم بحماس وقوة وأمل..فإذا معظمهم يتحركون بسرعة السلحفاة.. ويغلبون مصالحهم وأطماعهم علي أهداف الثورة ومستقبل الوطن..لنظل نحن قابعين في نفس المكان بينما الطرف الخفي يلهو ويلعب ويخطط وينفذ.. علي أرضية صلبة وتربة ممهدة توفر له كل عوامل الأمن والنجاح والسلام!! وبالرغم من ذلك..وبالرغم من مشاعر الغيظ والضيق والإحباط التي تنتاب ملايين المصريين..وبالرغم من الضربة الموجعة المباغتة التي تلقتها قوي الثورة بترشيح السيد عمر سليمان في اللحظات القاتلة الحاسمة لمنصب رئيس الجمهورية..وبرغم الهواجس والمخاوف التي تنتاب الكثيرين حول السيناريوهات المعدة المقبلة.. بالرغم من كل ذلك فإنني أختلف مع كثير من المتشائمين الذين يرون أن هذا الترشيح كان المسمار الأخير في نعش الثورة.. وأظن أن القوي الثورية لم تتلق الضربة القاضية بعد!! نعم إن الخطر داهم وإننا نراه أمام أعيننا مجسدا وقادما.. ولكن رب ضارة نافعة.. فالمعركة لم تنته بعد واللعب أصبح الآن علي المكشوف. ولا يزال أمام القوي الثورية فرصة ذهبية كي تعيد حساباتها وتنسق مواقفها وتغلب مصالح الأمة ومكتسبات الثورة علي مصالح الأشخاص وأهواء الأفراد ومطامع الأحزاب والجماعات!!وحينئذ ستجد غالبية أبناء هذا الشعب الأصيل يقفون مرة أخري معها.. وحينئذ فقط سيعود الفلول إلي جحورهم منبوذون..يمتنعون!! [email protected]