مرة أخري.. لا يوجد نصف ثورة أو ربع ثورة!!.. فالثورة إما أن تكون في الحكم فتفرض شرعيتها وتبدأ في تحقيق أهدافها وإما ان يتوه منها الطريق فتتوقف أو تتراجع وتكتب شهادة فشلها!! وعلي مدي الشهرين الماضيين كان الصراع الحقيقي يدور في صفوف قوي ثورة 52 يناير حول هذه القضية. وكان البعض يتبني وجهة نظر تري أن الثورة قد انتصرت في 11 فبراير، وانها حققت المراد بإسقاط رأس النظام وبفتح بعض ملفات الفساد وبتغيير بعض الوجوه في فريق الحكم!! بينما كانت قوي الثورة الحقيقية تعتقد عن حق ان ما حدث في 11 فبراير ليس إلا بداية الطريق، وان المطلوب هو اسقاط النظام بكامله، وارساء دعائم النظام الجديد علي قواعد العدل والديمقراطية والتغيير الكامل للسياسات التي افقدت مصر مكانتها، وحولتها إلي عزبة خاصة يمرح فيها الفساد وينتشر الفقر وتمتهن كرامة الانسان. وكان هذا يستدعي ان يتم منذ اليوم الأول احتجاز كل رموز النظام السابق وتجريدهم من أي نفوذ أو سلطة.. لتأمين الثورة أولا، ثم لمحاسبتهم علي جرائمهم في حق الوطن. ولكن هذه المهمة تعثرت وتركنا فلول النظام السابق تعيد تنظيم نفسها، وتبدأ في العبث بالأمن ونشر الفتنة وضرب الاستقرار، ثم اخيرا.. التآمر لضرب وحدة الشعب والجيش، لينتبه الجميع الي حجم الخطر، وتبدأ المواجهة وتتم تصفية بؤرة شرم الشيخ، ويساق رموز النظام الي ليمان طره، وتبدأ المحاكمات علي الجرائم الكبري في حق الوطن، وليس علي جرائم الفساد الصغيرة التي شغلتنا علي مدي شهرين! الآن.. يدرك الجميع ان الثورة مستمرة حتي تحقق أهدافها، وان 11 فبراير كان البداية وليس النهاية، وانها لن تتحول الي نصف ثورة فتكتب لنفسها - لا قدر الله - الفشل السريع، الثورة مستمرة، ولا عزاء للفلول الساقطة التي احتفظت بالأمل مع بقاء بؤرة شرم الشيخ، وراهنت بغباء علي ان الشعب يمكن أن ينسي جرائمها، أو ان الجيش يمكن أن يتخلي عن دوره في حماية الثورة، أو أن الصبر ليس له حدود!!