ماذ يعني إغلاق بريطانيا لملف استرداد أموال المسئولين المصريين بدعوي تأخر طلبها.. وإعلانها أن مذكرة العقوبات المالية الأوروبية التي تأمر بتجميد أموال19 شخصية مصرية قد جاءت متأخرة؟! وماذ يعني وجود مسئولين كبار يعلم الجميع أنهم أفسدوا الحياة السياسية في مصر طلقاء دون محاسبة أو ملاحقة؟. وماذا يعني وجود مشبوهين علي رأس هيئات ومؤسسات مهمة وذات تأثير كبير علي الرأي العام حتي الآن؟! وماذا يعني إصدار مشروع مرسوم قانون لحظر الاعتصام والتظاهر والعودة الي أسلوب المواجهة الأمنية بدلا من الحوارات السياسية والاجتماعية؟. تلك بعض وليس كل نماذج من الاسئلة التي تنتاب المرء وهو يتابع بمزيد من القلق والتخوف الأحداث والتطورات التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة. الثورة كما نعلم وكما تعكس حروفها تعني إجراءات فورية قوية وحاسمة وعادلة وسريعة كما هو متبع في كل الثورات التي يشهدها الكون.. ولكن الاسئلة السابقة تعكس مع الأسف احباطات ثورية مريبة وتعكس قلقا وتخوفا وتوترا لدي كثيرين!. وعادة ما تسعي الدول التي تشهد ثورات بتوجيه نداءات لدول العالم من أجل تقديم مساعدتها المادية والاقتصادية لإعادة بناء اقتصاد الشعوب التي هبت بالثورة من خلال مشاريع وصناديق مساعدات.. ولكن الذي حدث بعد الثورة المصرية هو العكس تماما.. حيث بادرت دول كبري بإظهار رغبتها في مساعدة مصر التي كانت ثورتها ملهمة ومبهرة للبشرية جمعاء بما صحبها من تحضر وتميز وسلمية ونقاء.. ولكننا لم نستفد حتي الآن من هذا الموقف.. ولأن السياسة فرص ومواقف.. فإنني أخشي أن يمر بنا الوقت وعندما نفطن لطلب المساعدة يقال لنا إن طلبكم جاء متأخرا علي غرار ما فعلت معنا بريطانيا عندما طالبنا باسترداد أموالنا المنهوبة! أعلم أننا مازلنا في إرهاصات ما بعد الثورة.. وكلي أمل أن تزول هذه الإحباطات الثورية سريعا.. ويحل مكانها إجراءات حاسمة وعادلة وسريعة.. لتكتمل فرحة وأمل كل المصريين في مستقبل يليق بحضارة وتاريخ ومكان ومكانة وثورة مصر المجيدة. [email protected]