أكتب هذه السطور بعد أن ترددت للحظات لمدى حساسية مناقشة هذه الموضوعات في مجتمعاتنا لكنني استجمعت شجاعتي لأشرككم معي وأناقشكم فيما يلي. كعادتي اليومية، وبعد أن أعود من عملي وأنتهي من واجباتي المنزلية ومتطلبات العائلة، أقوم بتشغيل التلفاز وأتصفح القنوات خاصة الإخبارية لأضطلع على مستجدات الأخبار والأحداث لعلي أجد شيئا جديدا لم يمر علي طوال يوم عملي. من القنوات التي أحرص على متابعتها بحكم عملي في الصحافة، سي إن إن وبي بي سي عربي والعربية والجزيرة لوقت قريب.. وفي ذلك اليوم، ومنذ يومين تحديدا وأنا أقلب القنوات استرعى انتباهي برنامج يسمى آفاق على قناة بي بي سي عربي، ووجدت المذيع (شامي الجنسية) يتحدث عن الأفلام الإباحية، وهو ليس بالأمر الغريب في التلفاز، فهناك أقمار صناعية تبث هذه النوعية من الأفلام بل وقنوات خاصة لمن يرغب والعياذ بالله في مشاهدة ذلك، لكن الغريب والذي لفت نظري هو تقديم هذا المحتوى على قناة إخبارية ناطقة باللغة العربية. ليس هذا فحسب، بل وجدت المذيع الذي كان يقوم بمناقشة الأفلام الإباحية مع منتجي ومخرجي هذه الأفلام يسألهم عن كيفية تصوير هذه المشاهد وهل يتم تقبل مثل هذه الأفكار بسهولة في المجتمع، وبالتالي كان لزاما على المنتج والمصور أن يبررا هذه السلعة التي يعملون بها، وعلى الرغم من أن مخرج هذه الأفلام كان يحاول التهرب وعدم الاكتراث من نظرات البعض له في المجتمع الذي يعيش فيه (وفقا لما يقول) وقال: "البعض يعتبرونني شاذا، لكنني لا أهتم". أما الأمر الذي أفجعني هو عندما قام المذيع باستضافة بعض الفنانات (المنحرفات) اللاتي يقمن بدور بائعات الهوى وأخذن يحكين بالتفصيل كيف عليهن متعة المشاهد والممثل الذي يقوم بالعمل أمامها وأنها لا تعبأ بكونها (...) فهي لن تبحث عن زوج أو عائلة، فتشعر بالسعادة في عملها، وتفاجئت عندما سألهن المذيع هل تستمتعن بهذا العمل وأخذن يسردن في نوعية عملهن!!!!! فما هو هذا العمل الذي ننقله لفتياتنا ونحثهن عليه: البغاء، الفواحش، المعاصي؟؟؟ يارب ارحمنا ونجينا وأحسن خواتيم أعمالنا!
وحتى لا أطيل عليكم وحتى لا أبدو أنني أعيد سرد المشهد لكم بأكمله في حين أنني مستاءة مما شاهدت، وحتى أصل معكم لمربط الفرس مما رويت لكم وأتمنى أن أستمع لوجهات نظركم وحتى لا أجعل رؤيتي حكر على من يقرأ فعليكم التفكير مليا، لعل هناك من له نظرة مغايرة. حقيقة لا أعرف ما الذي ترمي إليه هذه القنوات الفضائية وما الغرض من عرض موضوعات لا علاقة لنا بها وتتنافى مع عقائدنا الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية كما ينهانا موروثنا الثقافي والأخلاقي والمجتمعي عن تقبل مثل هذه الأفكار الغريبة المخجلة والمنحطة والمؤثرة سلبا في الأجيال القادمة، كنت من أشد المعجبين بمحتوى هذه القناة التي ظلت تعمل بكل جد واجتهاد على مدار العامين الماضيين منذ نشأتها، إلا أنني بدأت أشتم رائحة مختلفة تفوح منها وأعتقد أن الهدف من ظهورها بات وشيكا على الانكشاف وسوف يتضح قريبا بإذن الله وهو نشر ثقافات منافيا لعقائدنا! أعلم تماما أنه ربما قد يكون بيننا ممن هم ضعاف النفس ممن يرون مثل هذه النوعية من الأفلام سواء عبر الفضائيات أو النت، لكنه يشاهدها في الخفاء ويخشى أن يفتضح أمره حتى لا ينزل من نظر من يعرفه، كما أعرف أيضا أن هناك بعض الزيجات فشلت بسبب اطلاع الزوج أو الزوجة على هذه النوعية من الأفلام فبات غير مرتاحا مع شريك أو شريكة الحياة.
إذن، كان لزاما علي أن أناقش معكم هذه الأفكار الغريبة في محاولة لوضع حد أو لمواجهتها، ولابد أن نكون على درجة كبيرة من الوعي ونقرأ ما وراء الخبر، حتى لا نترك عقولنا لأصحاب هذه القنوات، فمقبول أن نشاهد مثل هذه البرامج على قناة أجنبية لا تحمل أي من ثقافتنا أو هويتنا العربية لكن من غير المقبول أن نراه على قناة ناطقة بالعربي ونحن مغيبون هكذا، وليس معنى أننا قبلنا بالعولمة، أننا ندخل مفاهيم وثقافات على مجتمعنا قد تدمره وإلا هلكت أمتنا لا قدر الله! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن