بعد أن فقد الإحساس بالأبوة بل فقد إنسانيته لم يرجف قلبه لصرخات طفله الذي لم يقترف إثما أو ذنبا سوي أنه حاول أن يكون مثل باقي الأطفال فلم يكد يعي ما يفعل و كل ذنبه الوحيد أنه خلق لأب لا يعلم كيف يكون أبا و لا يدري قيمة أطفاله الذين جاءوا من صلبه و بدلا من أن يرتموا في أحضانه أصبحوا يخشون رؤيته ووجوده بالمنزل الذي يرتبط بتعذيبهم وآلامهم التي لا تنتهي. فبدلا من أن يحنو عليهم كان الضرب والبكاء هو لغه التعامل بينه و بينهم معتقدا بذلك أنه يحسن تربيتهم حتي كانت أصوات صراخهم وصلة يومية يسمعها الجيران و قلبهم يعتصر ألما و أبيهم يفتخر بذلك لتبقي أثار الضرب و التعذيب علي أجسادهم و في إحدي وصلات الضرب الذين إعتادوا عليها سقط طفله الصغير علي الأرض و لم يقف مرة أخري ويفيق الأب من غفوته بعد حمل جثمان طفله بين يديه كان أشرف يتفنن في الإعتداء علي أطفاله بالضرب و يسمع الجيران كل يوم صوت صراخ أطفاله و تحول إلي جلاد لكل من في المنزل وباتوا لايطيقون رؤيته ففي الوقت الذي يستقبل فيه الأطفال أبائهم فور عودتهم إلي المنزل ليرتموا في أحضانهم أصبح أولاد اشرف يختبئون فور سماعهم صوت الباب يفتح و هو يشعر بأنه بذلك يحسن تربيتهم و يؤدبهم و أنه نجح في تنشئتهم في إحدي وصلات التربية إنهال الاب الجلاد علي إبنه الصغير آدم "4سنوات" وكأنه يتشاجر مع أحد جيرانه أو شخص مفتول العضلات و لم تستوقفه صرخات طفله اما زوجته و باقي أطفاله لم يجرؤوا علي أن يتدخلوا لإيقافه ويرحموا آدم من التعذيب وفجأة توقف الصغير عن الصراخ ونظر إليه أبوه وظن أنه قد أغشي عليه فحاول إفاقته إلا أنه لم يفلح ليكتشف أشرف مقتل فلذة كبده ويبكي ويحتضن نجله و يهرول إلي المستشفي ولكن الأطباء أخبروه أنه لا فائدة لتتوقف الدنيا كلها وتقف عقارب الساعة وما بين عذابه علي مقتل إبنه بيديه والعقاب الذي ينتظره إبتكر حيله وإدعي أن إبنه قد سقط علي الأرض ولكن آثار التعذيب المنتشرة في جسد آدم كانت كاشفة لكذب أبيه و كأنه يريد أن يقول له لو أنني سكت و لم أستطع أن أدافع عن نفسي حيا إلا أنني لن أسكت بعد مماتي فيكتشف رجال الأمن و الأطباء كذب الأب بعد أن وجدوا باقي أطفاله علي اجسادهم آثار الضرب من كدمات و جروح بجميع أنحاء جسدهم و ينكشف أمر الاب لينهار و يبكي بكاءا شديدا و لكن ليت البكاء يعيد ما فقده تلقي اللواء مجدي عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إخطارا من مستشفي بولاق الدكرور بإستقبالها جثه طفل علي جسده اثار تعذيب و تبين من تحريات العميد عبدالوهاب شعراوي مفتش مباحث غرب الجيزة أن والده قتله وتمكن العميد أسامة عبدالفتاح مفتش المباحث و الرائد هاني الحسيني رئيس مباحث بولاق الدكرور من القبض عليه.