الطفل قبل وفاته: ماما ضربتني الأب: حذرتها مرات ومرات..إلا أنها قتلته زوجة الأب: كان متعلق بي جدا ولم أقصد قتله الجيران: زوجة والده دائمة التشاجر معه "طفل صغير يرتدي ملابسه كاملة..غارقا في دمائه بصالة الشقة.. ومصابا بكدمات وكسور بالجمجمة وأجزاء متفرقة من جسده" ليست هذه مواصفات طفل ضل طريق بيته ، وإنما هي حالة "فارس" ابن الخمسة أعوام، ضحية أم تركته بعد طلاقها من والده، وزوجة أب تطلعت لولادة غيره واعتبرته زيادة غير مرغوب فيها بالمنزل. أقام فارس مع والده في منطقة زنين ببولاق الدكرور، ومعهما زوجة أبيه الثانية، تلك الفتاة الشابة "مها" تبلغ من العمر 25 عاما، إلا أن قلبها كان ميتا مناهض لعمرها، عذبت فارس ثم ألقته أرضا غارقا في دمه. زوجتي الثانية "قاتلة" : وقف الشاب في حالة هستيرية أمام مكتب المقدم عمرو حجازي رئيس المباحث قسم شرطة بولاق الدكرور وعندما دخل مكتب رئيس المباحث تحدث قائلا : أنا اسمي السيد اعمل سائق، ومنذ قليل عدت إلى منزلي بعد الانتهاء من عملي لأجد ابني جثة هامدة. وبعد محاولات تهدئته قال: تزوجت من والدة فارس منذ أكثر من 7 سنوات وعشنا حياة هادئة، ومع مرور 3 سنوات بدأت المشاكل تعرف طريقنا حتي كانت النهاية وهي الطلاق. ويستطرد: تزوجت من أخرى وطلبت منها تربية فارس كأنها أمه، بعدما رفضت أمه الحقيقية تربيته، عشت مع زوجتي الثانية فترة لا بأس بها، حتى فوجئت في أحد الأيام بوجود إصابات بجسد فارس تشبه آثار التعذيب ، سألته من فعل هذا به فقال " ماما ضربتي". حدق الشاب عينيه وأكمل: وقتها جن جنوني وعندما عاتبتها أخبرتني أن فارس طفل طلباته كثيرة وكثير المشاكل، حذرتها بألا تكرر فعلتها معه مرة ثانية ووعدتني بذلك، إلا أنني فوجئت بابني ميتا يوم الحادث. تضارب الأقوال: بدأ رجال المباحث اتهامهم ينتقل إلى زوجة الأب، خاصة أنها اختفت يوم الحادث، وبالقبض عليها لاستجوابها أنكرت كل التهم واتهمته بأنه هو وراء جريمة القتل، وازدادت الأمور تعقيدا لدى رجال المباحث بعد تناقض أقوال الأب وزوجته. لجأ المقدم عمرو حجازي رئيس المباحث، إلى تكثيف مناقشة الجيران لمعرفة الحقيقة للوصول للجاني الحقيقي، والذين أكدوا بدورهم أن زوجة الأب دائمة التشاجر مع الطفل. وبعد تضييق الخناق اعترفت بارتكاب الواقعة عن طريق الخطأ وتم القبض عليها واقتيادها إلي قسم شرطة بولاق الدكرور. لم أقصد قتله ! ارتسمت علامات الرهبة والندم على وجه زوجة الأب وهي تقول: فارس كان متعب في تربيته وكان لا يستطيع أن يبعد عني لدرجة أنه كان يخرج معي في كل مكان ولم أكن أمانع ذلك، لكن يوم الحادث حدث ما لم أتوقعه. صمتت قليلا تبكي ثم عادت للحديث: حال استعدادي للخروج من المنزل لشراء بعض المتطلبات، فوجئت بفارس يصرخ بصوت هستيري " أنا عاوز أروح معاكي "، ولأني كنت مستعجلة وكنت أحمل أطفالي الرضع، فطلبت منه انتظاري وأنه مينفعش يروح معايا، لكنه رفض وظل يصرخ ويبكي، ولم أشعر بنفسي وأنا أدفعه بقدمي ليسقط فجأة على الأرض غارق في دمائه متوفيا. تضيف قائلة: أنا مش مصدقة اللي حصل ، فارس مات في لحظة بعد تربيتي له شهور وسنين، لكن رحمة الله واسعة !. أغلق رجال المباحث المحضر، وبإخطار اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية مدير امن الجيزة، أمر بإحالة المتهمة إلي النيابة التي أمرت بحبسها 4 أيام علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت لها تهمة التعذيب والقتل.