اقشعر جسد الصغير وشعر ببرودة ترعد لحمه وعظامه واستيقظ فجأة من نومه ولم يجد من يستدفيء بأنفاسها ترقد بجواره وسكن الخوف قلبه البريء عندما شاهد العتمة تكسو الشقة وحالة من الصراخ والبكاء الهستيري انتابته وهو يصرخ علي ست الحبايب وعلي من جعل الله الجنة تحت أقدامها ونزل من فراشه يتخبط في الحوائط والأثاث وقلبه ينفطر من البكاء وهو يفتش عمن هي مصدر أمنه وأمانه ولم يدر بخلده أنها سوف تسطر بيديها شهادة وفاته. جعل الله الجنة تحت أقدام الأمهات.. وكرمتها جميع الأديان السماوية ودون كبار الشعراء عشرات القصائد في حبها والاعتراف بفضلها وغني لها كبار المطربين والمطربات ولكن من تلك الأم ؟! هل هي التي هان عليها صغيرها وعذبته حتي مات بين يديها الأثمتين ليخلو لها الجو مع صديقها.. هذا ماحدث بالفعل في منطقة البساتين والسطور التالية تكشف نذالة أم ضلت الانسانية الطريق الي قلبها وقتلت فلذة كبدها الوحيد!! هي إمرأة تربعت علي عرش السقوط والانحراف منذ نعومة أظفارها حتي انتشلها أبن الجيران من حياة الفقر وتزوجها عله يستطع أن يصلح سلوكها المعوج وبدلا من البدروم الذي كانت تعيش فيه وسط عشرة من أشقائها أقامت في شقة متواضعة بالبساتين وكان الزوج العامل يمكث في عمله أكثر من21 ساعة لجلب المال لها حتي لا يزوغ بصرها علي أي شيء حرج. كادت الفرحة تفتك بالزوج عندما زفت له زوجته البشري بأن جنينا يدب بين أحشائها واستعان بشقيقته لخدمتها وكان يقدم لها كل ماتشتهيه نفسها من مأكولات ومشروبات حتي وضعت طفلهما أحمد ولمعت عين الأب بنور الحياة عندما شاهد صغيره وكان يعشقه أكثر من نفسه وكل من حوله وبذور أمل اندست داخل صدر الأب وصال وجال بخاطره وتارة يري ابنه طبيبا وأخري يراه ضابطا وثالثة يشاهده مهندسا وابتسامة عريضة تعلو شفتيه ولم يدر بخلده ان زوجته سوف تجتث تلك البذرة قبل أن تنمو وتخرج. شاهد الزوج أهل المنطقة يتغامزون ويتهامسون كلما وقع بصرهم عليه وضحكات السخرية تتعالي وكلمات تقصف العمر يسمعها بأذنيه حتي كاد يفقد عقله.. لماذا يرميه الجيران بتلك الصفات والألفاظ وهو متزوج من إمرأة أصلح سلوكا وتتلفح بالعفة والطهارة.. انتابته حالة من الشك وزعم خروجه للعمل وراح يراقب بيته من بعيد وكانت الكارثة التي زلزلت كيانه ندما اكتشف ان زوجته علي علاقة بآخر ويتردد عليها في أثناء غيابه أسرع إليها وجذبها علي الأرض وحاول قتلها في الوقت الذي لاذ فيه العشيق بالفرار لكن الزوج عاد لرشده ورفض أن تتلطخ يديه بدمائها القذرة وأن يقضي البقية الباقية من عمره خلف الأسوار بسبب إمرأة ساقطة فقام بتطليقها وأسرع للمحكمة وأقام دعوي لإنكار نسب الصغير بعد أن وسوس إليه الشيطان بأن ذلك الصغير ليس ابنه وطرد مطلقته والطفل من شقته. استأجرت اللعوب شقة بمنطقة البساتين وأقامت بمفردها مع صغيرها بعيدا عن أسرتها وبدأ الصديق في التردد عليها لممارسة الفاحشة وكلما طالبته بالزواج قدم لها الحجج والأعذار وان عائلة زوجته كبيرة وبها العديد من البلطجية ومحترفي الاجرام وانه يخشي منهم علي نفسه إذا تزوج عليها وكادت تطمئن لمزاعمه وأكاذيبه. ذات يوم لم تشرق فيه شمس النهار وكأن السماء قد أعلنت حدادها علي ذلك البريء بينما كانت الأم ترتمي بين أحضان عشيقها وابنها الطفل عامان ونصف يرقد علي فراشه في غرفة مظلمة بمفرده استيقظ الضمير فجأة علي صراخ هستيري وكان كابوسا مخيفا زاره في منامه وزاد خوفه عندما فوجيء بأن أمه لا ترقد بجواره وازدادت صرخات الطفل ونزل من فراشه وهو ينادي عليها بأعلي صوته ويطرق باب الغرفة المغلق عليها وصديقها ولم ترتجف أوصالها لفزع صغيرها وتركته يصرخ ويصرخ ويبكي وينادي حتي ضاق الصديق من أصوات البريء فهو يفسد عليه خلوته وتمتعه بعشيقته وهرول كالمجنون إلي صالة الشقة وخلفه الأم الملعونة وانهال ضربا بيده الباطشة علي جسد الصغير وأصوات صراخه تتعالي وهو يمسك بساق أمه ويتوسل إليها أن ترحمه من بطش الحبيب وكلما أختبأ خلف ساقيها تعقبه العشيق ركلا وضربا والأم تقف مثل لوح الثلج ولم تحرك ساكنا ولم تتأثر بأصوات صراخ ابنها من فرط الضرب والتعذيب والصغير تنساب الدموع علي وجنتيه البريئتين وهو ينظر إليها في توسل أن تلتقطه من أنياب ذلك الوحش الكاسر وهي تنظر لصديقها في فخر وإعجاب بأنه يتولي تأديب صغيرها. ضاق العشيق من كثرة صراخ الصغير ووجد ان الضرب لم يفلح معه فقام بتوصيل سلك كهرباء في فيشة الكهرباء بالشقة وراح يصعق الصغير في مناطق مختلفة من جسده والأم الشيطانية تقيد صغيرها بين ذراعيها حتي لا يهرب من التعذيب حتي فارق البريء الحياة. وألقيا به علي فراشه وراحا يفكران في طريقة يخرجان بها من تلك الأزمة.. وأسرعت الأم بالصغير المقتول الي مستشفي مجاورة وزعمت أنه كان يعبث بالكهرباء ولقي مصرعه وتارة تقول انه تناول دواء خاصا بها دون علمها وفارق الحياة وقامت ادارة المستشفي بالاتصال بقوات الشرطة وألقوا القبض علي الأم بعد أن تبين الأطباء ان الطفل مات من التعذيب بالكي والكهرباء وأمام أحمد عز الدين رئيس نيابة المعادي أعترفت الأم بتفاصيل جريتها وأرشدت عن عشيقها وأمر المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بحبسهما علي ذمة التحقيقات.