الشعب كله يحتشد- الآن- استعداداً للاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، وبمرافقة تلك الحالة انطلقت كتائب الإرهاب المسلح من الإسلامويين تحاول إفساد فرحة الناس، كما راحت كتائب الإرهاب السياسي من رموز ونجوم الطابور الخامس تحاول تحطيم معنويات الشعب بالتشكيك في المشروع أو في الغرض من ورائه. وإذا كان رجال القوات المسلحة والشرطة الأبطال يسطرون أروع صفحات المجد في مشاهد حربهم ضد الإرهاب المسلح، ويسيطرون- إلي حد كبير- علي احتمالات تطويره لعملياته ويحاصرون حركته في مناطق بعينها، فإننا مازلنا نتعثر في مواجهة ميكروبات الطابور الخامس التي طفحت علي جلد الأمة قبيل وفى أثناء وبعد يناير 2011، والذين تنوعت وسائل تعويقهم للمشروع الوطني (مصر الجديدة) بين إصدارهم دستوراً فيه من عوامل الهدم أكثر من عناصر البناء، ومحاولتهم تأخير كل قوانين وإجراءات الحكومة أو السلطة الوطنية والاعتراض عليها من بعض كيانات نقابية ومنظمات حقوقية لا تمثل إلا حفنة من أعضائها، أما بقية الناس فلو تركنا لهم الأمر لفتكوا بمثل أولئك العملاء وأزاحوهم من المشهد، ووضعوا حدا لإعاقتهم الرئيس الذي إختاره الناس بأغلبية كتلتهم التصويتية الكاسحة. الطابور الخامس نشط- هذه الأيام- وبواسطة عناصره من سواقط القيد السياسي ونتاج يناير 2011، في تشويه مشروع القناة والحديث عن أنه مشروع وهمي، وأن طول القناة مجرد 34 كيلومتراً، وأنها أضاعت فلوس المصريين لعمل «show «شو للسيسي، وهو ما تكلم عنه الرئيس- بألم- في حفل إفطار الأسرة المصرية الذي أقيم في الهزيع الأخير من رمضان. الذين يتبنون مثل ذلك، هم إما باحثين عن أدوار فقدوا الأمل في احتلال أي موقع بعدما انحسرت عنهم الأضواء التي غمرتهم عقب عملية يناير، وإما مهندسين وأصحاب شركات لم تتم الاستعانة بها في حفر القناة، وإما جواسيس وعملاء من الدرجة الثالثة تلقوا تكليفات وتمويلات الموجة الجديدة من المؤامرة علي مصر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع