يعمل المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء كاطفائى حريق يخمد عددا كبيرا جدا من المشاكل والازمات.. وتامل جدول التحرك اليومى لمحلب يجعلنا على ادراك ومعرفة بحجم التحدى الذى يواجهه الرجل والوطن، والذى وصفه لاكثر من مرة بانه: (حرب حقيقية).. وقد اخترع ابراهيم محلب اسلوبا استثنائيا لعمل رئيس مجلس الوزراء من اجل التصدى لكل ما تحفل به المرحلة من تحديات استثنائية، وهو التحرك الميدانى والعملياتى السريع، والعبور فوق ضلالات الفساد البيروقراطى، او البيانات غير الدقيقة لبعض اجهزة الدولة الادارية.. هكذا فعل فى فتنة اسوان، ومظاهرات الجامعة، ودفع المشروع الصناعى الوطنى فى هيئة التصنيع العربية، وتطوير منطقة الاثار الاسلامية بالجمالية، وزيارة المناطق المنكوبة بالسيول فى اسيوط وكذلك تحركه وسط عمال المحلة وعمال الحديد والصلب وغير ذلك كثير جدا.. وبالطبع فان عناصر الطابور الخامس واعضاء كتائب التامر التى تحاول العصف بالبلد منذ غزو مصر فى عملية يناير 2011، عمدت الى التهوين من اسلوب محلب الراديكالى والثورى فى معالجة مشاكل البلاد، فقالوا: (انه يجرى من هنا الى هناك ولكن شيئا لا يتغير) وهذه كذبة كبيرة لان اسلوب رئيس الوزراء جنب مصر كوارثا حقيقية، ولو كنا امام الاداء التختروانى للحكومة السابقة لكانت البلد قد راحت فى ستين داهية. ومثل على الحسم السياسى والادارى لابراهيم محلب هو الطريقة التى تعامل بها مع ملف ازالة مبنى الحزب الوطنى المحترق منذ عصر 28 يناير 2011، اذ ظل ذلك القبح المقرف الذى خلفته عملية يناير ماثلا فى مكانه لاكثر من سنوات ثلاث، حتى اننى كتبت فى هذا المكان مرتين فى شهر فبراير 2013 اطالب فيهما بازالته.. ولكن لمنع التقدم فى حل اية مشكلة، فان كتائب الجهل النشيط والتامر الرشيق اندفعت لتسخيف فكرة الازالة، والحديث عن ان المبنى ليس تراثيا، ولكنه جزء من الثروة العقارية!.. وطبعا كان مثل ذلك الكلام الفارغ مرشحا لان يتحول مشهدا مكرورا للمكلمة القومية و"المهرسة" الجدلية التى تتكاثر تجلياتها حولنا وتتناسل، الا ان ابراهيم محلب- وبروح المقاتل- اقتحم المشكلة وقرر الشروع فى هدم القبح وتحويله حديقة فى امتداد ارض المتحف المصرى، وقد ذكرنى بالفريق عبد اللطيف البغدادى احد ثوار يوليو1952وهو ينشئ كورنيش النيل دون الالتفات الى رغى وثرثرة الذين يجرح كبرياءهم ان ننجز شيئا فى هذا البلد. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع