2 عندما جرى اختيار كونداليزا رايس عام 2004 لشغل منصب وزير الخارجية الأمريكى خلفا للجنرال كولين باول كان من بين أهم عوامل اختيارها أن هذه ليست مجرد امرأة وإنما هى كما تقول أوراق مجلس الأمن القومى الأمريكى أبرز الصقور المؤيدين لسياسات استخدام القوة واللجوء إلى منهج الضربات الاستباقية داخل الإدارة الأمريكية «إدارة بوش الابن» حيث كان ذلك منهجها وفلسفتها التى اكتسبتها من عملها كمتابع أساسى للملف السوفيتى طوال حقبة الثمانينيات. كان من بين أهم أوراق اعتمادها فى جلسة الاستماع بالكونجرس الأمريكى أنها من الذين يؤمنون بأن من حق أمريكا أن تزيح من طريقها كل من تسول له نفسه أن يعترض قطار السياسة الأمريكية وأنها كان لها دور بارز فى صياغة تعبير «محور الشر» الذى يتشكل ممن تسميهم واشنطن الدول المارقة مثل العراق وإيران وكوريا الشمالية ثم إنها أيضا كان لها موقف واضح فى تأكيد إدراج أمن إسرائيل ومصالحها ضمن الأهداف والمقاصد الأمريكية فى الشرق الأوسط. ولعل من الخطأ البالغ أن يتصور أحد أن توجهات كونداليزا رايس تندرج تحت مسمى تداعيات التغيير التلقائى للسياسة 99الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 لأن كونداليزا كانت أسبق وأشجع رموز الإدارة الأمريكية فى التبشير لاعتبار القرن الحادى والعشرين قرن الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم وقد جاء هذا التبشير عبر مقال كتبته فى مجلة فورين أفيرز عام 2000 خلال حكم الرئيس كلينتون منتقدة سياسته الرخوة بقولها: «إن الرئيس الأمريكى يجب أن يتذكر أن القوات العسكرية هى أداة خاصة وهى قاتلة والمطلوب منها أن تكون قاتلة إنها ليست فصائل من الشرطة المدنية ولا هى مجمعا للحكماء السياسيين ولم يؤسسها الشعب الأمريكى لبناء مجتمع مدنى وإنما أنشئت لكى تكون قوة عسكرية فاعلة يجرى توظيفها لخدمة أهداف سياسية محددة سواء كانت أهدافا جزئية من نوع الاكتفاء بطرد صدام حسين من الكويت عام 1990 أو أهدافا شاملة كما حدث فى الحرب العالمية الثانية بإجبار اليابان وألمانيا على الاستسلام الكامل وغير المشروط عام 1945... وهناك المزيد من الصفحات فى كتاب المرأة التى غيرت سياسة أمريكا نحو الأسوأ.. وهو كتاب مفتوح لمن يريد أن يقرأ وأن يستوعب. خير الكلام: المرأة الشريرة تشكو دون سبب وتكذب عمدا وتضحك سرا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله