أطل الإرهاب الأسود برأسه على العالم أمس فى الكويت وتونس وفرنسا. ثلاث هجمات تحمل بصمات تنظيم «داعش» الإرهابى الذى أعلن "جهاده" المزعوم فى شهر رمضان الكريم، كاشفا للمرة الألف عن حقيقة أن هؤلاء الإرهابيين، لا يراعون حرمة الشهر الكريم، بل يسعون لتحويله إلى فرصة لسفك دماء الأبرياء والمصلين فى المساجد. وقع انفجار كبير بمسجد الإمام الصادق فى منطقة الصوابر شرق الكويت، مما أسفر عنه سقوط العشرات من القتلى والجرحى. وأعلنت وزارتا الداخلية والصحة رفع حالة الطوارئ القصوى بعد التفجير الإرهابى الذى طال هذا المسجد الشيعى. وعقب الحادث، وصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لموقع الحادث يرافقه وزير الداخلية محمد الخالد ومحافظ العاصمة اللواء ثابت مهنا، الذى صرح بأن انتحاريا فجر نفسه داخل المسجد فى أثناء الصلاة فى حين ذكر شهود العيان أنه فجر نفسه مع بداية الركعة الثانية لصلاة الجمعة، وأشارت المعلومات الأولية إلى سقوط 25 قتيلا وإصابة 202 آخرين من جراء التفجير. وقام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بزيارة مسجد الإمام الصادق الشيعى الذى تعرض للتفجير ، كما أعلن وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتى سلمان صباح سالم الحمود الصباح عن اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الانفجار الذى حدث فى مسجد الإمام الصادق، كما دعا رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق على الغانم مكتب المجلس الى اجتماع طارئ لبحث تداعيات الانفجار الإرهابى. وذكرت بعض المواقع الإخبارية أن تنظيم داعش تبنى تفجير المسجد الشيعى فى الكويت ، ورغم إشارة بعض المصادر الى أن عدد القتلى زاد على 10 أشخاص بخلاف الجرحى الا أنه لم يتم تحديد عدد القتلى والمصابين بشكل رسمى بعد. وقال وزير العدل ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية الكويتى يعقوب الصانع: إن الانفجار «عمل إرهابى وإجرامى يهدد أمننا ويعمل على تمزيق الوحدة الوطنية». وأضاف فى تصريحات عقب الحادث لوكالة الانباء الكويتية «كونا»، أن الكويت كانت وستظل واحة أمن وأمان لجميع مكونات المجتمع الكويتى وجميع الطوائف، مؤكدًا اتخاذ الحكومة العديد من الإجراءات لحماية دور العبادة والمساجد. وذكر أن الحكومة ستتخذ بعد هذا الحادث الآثم المزيد من الاجراءات الاحترازية التى تستهدف حماية دور العبادة وأمنها. من جانبه، تبنى تنظيم داعش الإرهابى الهجوم ، وقال بيان للتنظيم المتطرف: انه «فى عملية نوعية انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى وهو الأخ ابو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين»، على حد قول البيان.
..والسيسى يقدم تعازيه لأمير الكويت: مصر ترفض كل أشكال الطائفية التى تستخدم ذريعة لزعزعة الأمن كتب شادى عبدالله زلطة: قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس خالص تعازيه لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت في ضحايا استهداف أحد مساجد الشيعة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اتصال هاتفي بأمير الكويت رفض مصر ونبذها لكل أشكال الطائفية والمذهبية التي تستخدم كذريعة لزعزعة الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة العربية. وأشار الرئيس إلى أن مثل هذه الأحداث التي تستهدف دور العبادة وتتنافى مع حرمة الشهر الفضيل إنما تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أنها بعيدة تمام البعد عن الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة التي تحض على السلام والرحمة، والتسامح وقبول الآخر. كما قدم الرئيس التعازي للشعب الكويتي، خاصة أسر الضحايا، داعياً الله العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أسرهم وذويهم الصبر والسلوان، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد خلال الاتصال وقوف مصر القوي إلى جانب دولة الكويت الشقيقة ومساندتها لجهودها المبذولة لمكافحة التطرف والعنف والإرهاب، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال الخبيثة لن تزيد الشعب الكويتي الشقيق إلا مزيداً من الإصرار على مكافحة آفة الإرهاب اللعينة، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب الكويتي بكل أطيافه، متمنياً لدولة الكويت الشقيقة أن تنعم بالأمن والسلام والازدهار. من جانبه، أعرب أمير الكويت عن شكره وتقديره لموقف مصر، قيادة وشعباً، مؤكداً أن مصر والكويت ستظلان يداً واحدة في مواجهة العنف والإرهاب، وفي التعاون من أجل دحرهما، واِستعادة الأمن والاستقرار للشعبين الشقيقين.