تواصلت الإدانات العربية والدولية للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من صباح السبت. ففي الكويت، أرسل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت برقية تعزية للرئيس محمد حسني مبارك عبر فيها عن «خالص تعازيه وصادق مواساته» في ضحايا الانفجار. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن أمير الكويت أكد استنكار بلاده الشديد لهذا العمل الإرهابي الذي أودى بحياة الأبرياء واستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلد الشقيق». كما بعث ولي العهد، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء، ببرقيتي تعزية مماثلتين. وأدانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة التفجير، واصفة إياه ب«العملية الإرهابية الجبانة»، فيما أدانت الإمارات «بكل قوة العمل الإرهابي الوحشي الذي استهدف كنيسة القديسين». وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي إن «دولة الإمارات تستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي المقيت الذي أودى بحياة العشرات وأصاب الكثيرين من الأبرياء من أبناء الشعب المصري الشقيق»، معرباً عن تضامن «دولة الإمارات مع مصر ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذه المأساة». وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات برقية تعزية إلى الرئيس مبارك، مشددا على «وقوف دولة الإمارات إلى جانب مصر في هذا المصاب الجلل». وفي بيروت، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان «التفجير الإرهابي»، معتبراً انه «يحمل بصمات صهيونية اعتادت على انتهاك المقدسات الدينية ويصب في مصلحة الصهاينة الساعين إلى إثارة الفتن والخلافات الطائفية والمذهبية». واعتبر أن الانفجار «الذي استهدف مدنيين أبرياء في عمل إرهابي لا يمت إلى الدين بصلة تقف وراءه أيد خبيثة تسعى إلى بث الفتنة ونشر حالة الفوضى والرعب في مصر». ولفت إلى أن «الاعتداءات على الكنائس هي أعمال مدانة ونعتبرها بمثابة اعتداء على المساجد ودور العبادة وانتهاك فاضح لحرمة الأديان السماوية، فالإسلام براء من الإرهاب كما المسيحية وعلى أصحاب الديانتين الوقوف صفا واحدا في وجه دعوات الفرقة والشرذمة والتصدي لكل محاولات بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين». ودعا قبلان الشعب المصري إلى «مواجهة هذا الاعتداء وغيره بالاعتصام بوحدته الوطنية والوقوف في وجه المؤامرة التي تستهدف مصر وشعبها من خلال تمسكه بالعيش المشترك». كما أعرب حزب الله اللبناني عن إدانته للاعتداء. وجاء في بيان للحزب أن «كلمات الإدانة والشجب تبقى قاصرة وعاجزة عن التعبير عن مشاعر الغضب والأسف والحزن لجريمة التفجير الإرهابي». وأضاف البيان «أننا في حزب الله نعبر عن تعازينا ومواساتنا لأهالي الشهداء» معتبرا أن «الهجوم يأتي كجزء من أخطر المؤامرات التي باتت تستهدف التنوع الديني في أكثر من بلد عربي وإسلامي خدمة للمشروع الصهيوني التهويدي في فلسطينالمحتلة والمشروع الأمريكي التفتيتي لبلادنا العربية والإسلامية». وقال البيان «نسأل الله تعالى أن يساعد الجهات المسؤولة والمعنية على كشف المحرمين ومن يقف وراءهم». وفي الأراضي الفلسطينية، وصفت حركة فتح في بيان لها التفجير بالجريمة الإرهابية، واستهدافا لجمهورية مصر وعروبتها، وثقافتها العربية ودورها التاريخي والحضاري في المنطقة. وأكدت فتح وقوفها إلى جانب الشعب المصري وقيادته الحكيمة ضد الإرهاب، والفتنة أيا كان صانعها، مشددة على موقفها بأن من حق مصر حماية أمنها الوطني والحفاظ على الاستقرار. وبعثت الحركة بتعازيها للقيادة المصرية والشعب المصري، ولذوي الضحايا، متمنية أن تبقى مصر وطنا آمنا للمصريين وذخرا استراتيجيا للأمة العربية. كما استنكرت رابطة علماء فلسطين الحادث وقالت «إننا نعتبر هذا الحادث جريمة خارجة عن القيم والمثل الإسلامية الصحيحة». وأضافت «أننا نؤكد أن الإسلام العظيم دين السماحة والمحبة قد نهانا أن نؤذى أحد كائنا من كان ممن يعيش معنا بل أمرنا ديننا أن ننصف الناس ونحسن إليهم ونزاورهم ونبرهم. في السياق نفسه، أدان بيت الصداقة المصرية الفلسطينية، في بيان صحفي له الأحد التفجير الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية، معتبرا أنه «يستهدف بالأساس المساس بالوحدة الوطنية والاجتماعية للشعب المصري، وضرب ثقافة التسامح والعيش المشترك التي تتجلى بوضوح بجمهورية مصر العربية التي أعطت مثالا خلاقا بثقافة تقبل الآخر والعيش معه بوطن واحد موحد تحت قيادة حكيمة تواصل قيادته إلى بر الأمان». وأشار عرفات عمرو رئيس بيت الصداقة المصرية الفلسطينية إلى أن بيت الصداقة المصرية الفلسطينية سيفتح أبوابه الأحد بمدينة جنين شمال الضفة الغربية من بعد الساعة العاشرة صباحا لاستقبال الوفود الشعبية المعزية والمتضامنة مع الشعب المصري والرافضة لأي استهداف لمصر. وقال عمرو إننا نؤكد على أن مستقبل الشعب الفلسطيني من مستقبل الشعب المصري وأننا شركاء في المسار والمصير. من جانبه، أدان تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة التفجير، وأصدر بيانا للتعبير عن استنكاره للهجوم. وقال التجمع في بيانه: «إننا ندين ونستنكر بشدة هذه الجريمة التي ارتكبها مجرمون لا يريدون خيرا لمصر الشقيقة وشعبها الشامخ، وإننا نتقدم بالتعازي إلى مصر قيادة وشعبا وإلى أهالي الضحايا وإلى الشعب المصري الشقيق». وكانت كل من سوريا وقطر وحركة المقاومة الإسلامية حماس قد أعربوا جميعا عن إدانتهم للحادث.
