أشعل الأسبوع الأول من شهر رمضان أجواء انتخابات مجلس النواب القادم بالإسكندرية، فقد شهدت شوارع وميادين المدينة لافتات التهنئة من المرشحين منذ اليوم الأول، وطغت الندوات الدعائية المكثفة والسهرات الرمضانية على ليالى الشهر الكريم، وبدأت تطل برأسها من جديد أيضاً الشنط الرمضانية خاصة بالمناطق الشعبية والنائية التى بدأ يتسابق فيها المرشحون المحتملون للانتخابات لإثبات الحضور والتواجد بكثافة من أجل تعريفهم ناخبيهم بشخصهم وهويتهم، سواء الحزبية أو المستقلة فى موسم قلما يوجد له نظير. واللافت للنظر هذا العام مما أصبح حديث أبناء الثغر حصول أحد الأحزاب الدينية المعروفة على كميات كبيرة من الكراتين الرمضانية التى توزعها إحدى الجهات الوطنية على الغلابة وفقراء المدنية، حيث قام كوادر ومسئولو الحزب بتفريغ تلك الكراتين وإعادة تعبئتها فى أكياس خاصة باسم الحزب وتوزيعها على المواطنين، مما أطلق عليها البعض بداية الموسم الانتخابى مبكرًا، كما يقيم حزب النور أسواقاً خيرية للسلع المتنوعة داخل المناطق الشعبية بأسعار رمزية، وفى البداية كان الإقبال عليها ضعيفاً، وتم تبرير ذلك لكون المواطنين لم يروا تلك الأسواق إلا فى وقت متأخر وبعد دخول رمضان، وقد بدأت تلك الأسواق تشهد إقبالا متزايد فى الأيام الأخيرة من الأسبوع الأول من رمضان، كما استغل حزب النور أيضاً الشهر الكريم فى تكثيف وجود كوادره ورموز الدعوة السلفية بالمساجد والالتقاء بالمواطنين ومحاولة جذبهم مع ظهور مرشحيهم داخل هذه المساجد. وفى الوقت نفسه، استغل المرشحون المسيحيون أيضا شهر رمضان انتخابيًا، وقام الكثير منهم بنشر لافتات ترحيب بالشهر وتهنئة إخوانهم المسلمين معبرين عن أواصر الوحدة الوطنية والترابط السائد فى المجتمع السكندرى بين عنصرى الأمة. وجديد هذا العام نية الكثير من هؤلاء المرشحين المسيحيين إقامة إفطار جماعى كبير باحدى قاعات الداون تاون لرموز العمل الأهلى والمجتمعى بالمدنية، تأكيدًا لهذا الترابط. وعلى جانب أخر أعلن تكتل يضم 19 حزبا عن عقد ندوات متعددة بداية من غد السبت لتبيان قيمة ومدلولات ذكرى العاشر من رمضان وربطها بكيفية الانتصار على الإرهاب والقضاء على التطرف مستعيدين أجواء انتصارات 73، أن المصريين قادرون على فعل المعجزات بشرط وضوح الرؤية والهدف والترابط المجتمعي، بالإضافة للعديد من الأنشطة خاصة الثقافية والرياضية التى يمول الكثير من فاعليتها المرشحين بإقامة مسابقات ودورات وتوزيع جوائز والتى اشتهرت بمناطق غرب المدينة التى يقطنها أبناء الصعيد والقبائل العرب.