625 مليون إفريقي مجموع 26 دولة أفريقية تستضيفها أحضان مدينة شرم الشيخ لتحقيق الحلم الأفريقي في التكامل بين التكتلات الاقتصادية الثلاثة الأفريقية " الكوميسيا والسادك وتجمع شرق أفريقيا " ، ومن المقرر أن يشارك في هذه القمة الأفريقية ملوك ورؤساء حكومات أعضاء هذه التكتلات . وسيتم الإعلان عن إطلاق والتوقيع النهائي لإنشاء منطقة التجارة الحرة للسلع بين دول التحالف لتكون خطوة نحو إقامة منطقة تجارة حرة تشمل جميع دول القارة السمراء المخطط لها أن تبدأ في 2017 .
كما نجحت شرم الشيخ في إستضافة الموتمر الاقتصادي الدولي تنظيميا وإتفاقيات وجذب استثمارات محلية وعربية وأجنبية لعمل مشروعات ستغير الواقع المصري ، فستنجح تاني في تنظيم هذا المؤتمر وسيوقع الإتفاق الذي طال إنتظاره وسيسهم أولا في تحقيق نقلة اقتصادية من خلال إندماج اقتصاد التكتلات الثلاثة البالغ 1.2 تريليون دولار أي 60٪ من إجمالي اقتصاد القارة السمراء مما يؤكد متانة والقوة الاقتصادية لدول التحالف وتحقيق التكامل الاقتصادي بينها سيسهم في زيادة حجم التجارة البنية والاستثمارات المشتركة من خلال سوق واحد يتمتع بالإعفاء من التعريفة الجمركية ونفاذ السلع والمنتجات بسهولة بين ذلك التحالف ، وثانيا إزالة أي رواسب ومشكلات تعكر صفو العلاقات السياسية بين 26 دولة يمثلون نصف أعضاء الإتحاد الأفريقي .
القمة الأفريقية ليست وليدة اللحظة وإنما مرت بماراثون شاق طوال 12 جولة مفاوضات منذ 2011 حتي اليوم تمهيداً للوصول لمدينة شرم الشيخ ، وتتضمن بنود الإتفاق تحرير تجارة السلع والتنمية الصناعية والنهوض بالبنية التحتية وتحرير حركة تجارة رجال الأعمال بين الدول الأعضاء ، وأعتقد أنه من الإيجابيات أنه بمجرد دخول الإتفاق حيز التنفيذ عام 2016 سيتم إعفاء 60٪ من السلع التى يتم تبادلها تجارياً ، بالإضافة الي الدول الأفريقية تعتبر سوق استهلاكي يضم 625 مليون نسمة يمثل 62٪ من إجمالي تجارة أفريقيا بإجمالي ناتج محلي يقدر 1.2 مليار دولار ، مما ساهم إيجابيا مؤخرا لصالح مصر حيث حقق الميزان التجاري مع القارة السمراء بقيمة 2.6 مليار دولار خلال عام 2013 مقابل فائضا بقيمة 190 مليون دولار في 2007 ، والمتوقع فتح منافذ جديدة أمام الصادرات المصرية في السوق الإفريقية، خاصة المنتجات الهندسية والملابس والمنسوجات والمنتجات الكيماوية والأثاث، والمنتجات الزراعية، والمفروشات المنزلية، وهناك إستراتيجية مصرية تنفذها وزارة الصناعة والتجارة لمضاعفة الصادرات إلى 42 مليار دولار في 2019 تعتمد على هيكلة الصادرات المصرية من خلال زيادة القيمة المضافة من المنتجات المصرية، وتصدير منتجات قليلة القيمة المضافة إلى منتجات مرتفعة القيمة المضافة.
من المعروف أن أفريقيا سلة غلال العالم وهذا التكتل يعود بالفائدة علي الشعوب ال 26 دولة أفريقية ، ويعد نجاح الرئيس خلال عام من توليه السلطة هو إعادة العلاقات الأفريقية وإقناع التكتلات بتفعيل الاتفاقيات الموجودة مما يؤكد عودة مصر الي قلب أفريقيا وبالتالي في قلب العالم ، ومما يستوجب الإعداد الجيد لضمان نجاح القمة مما يؤكد مكانة مصر وقدرتها علي الصعدين الإقليمي والدولي ، وأهمس في قلوب وعقول مسئولي مصر يجب الإستفادة من الإتفاق المنتظر توقيعه وإلا نقع مرة أخري في إفادة الآخرين علي حسابنا فمراجعة الأرقام مع إتفاقية الكوميسا من 2002 حتي الآن الجميع استفادوا عدا مصر لان جميع المستوردين خاصة مستوردي الشاي والبن والياميش والدخان والاخشاب قاموا بالاستيراد من هذه الدول وإدخال البضائع دون جمارك، ولكن مصر لم تقم بزياده الصادرات الي الدول الافريقية رغم أنها تستورد كل شئ وتحتاج كل شئ .. وإلا يكون التركيز علي التجارة والصناعة بل فتح فروع للبنوك المصرية بدول أفريقيا وإعداد قاعدة بيانات باحتياجات الأسواق الأفريقية بتنشيط مكاتب التمثيل التجاري النائمة بدول القارة والعالم ، والدعاية الجيدة للمنتج المصري بالتواجد الفعال بمعارض دائمة للمنتجات المصرية في دول أفريقيا ، والأهم عودة الدور التنموي والاجتماعي والصحي المصري الذي كان يعم أفريقيا وكان مصدر تقدير خاص منهم ، فمرحبا بالإخوة الأفارقة بين أحضان مدينة السلام والمحبة . [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ