فى 20 يونيو الماضى وتحت عنوان «جريمة فى منزل أحمد رامي»، حذرت صحيفة «الأهرام» من احتمالية هدم المنزل على يد مالكه، الذى اشتراه من ورثة الشاعر الراحل، وذلك على الرغم من أن البيت، الذى يحمل رقم 4 بشارع نبيل السباعى بحدائق القبة، مسجل ضمن المبانى المميزة معماريا، وبالتالى لا يجوز هدمه قانونا. ويبدو أن المسئولين لم يلقوا بالا لتحذير الأهرام من خسارة مبنى بهذه القيمة التاريخية، على يد تجار العقارات، إذ تم الشروع فى هدم المنزل بالفعل منذ يومين. مريم رياض القاطنة بالمنزل الملاصق لبيت الشاعر احمد رامى كانت قد حذرت أكثر من مرة مسئولى الحى وقسم الشرطة من خطورة ما يجرى فى المنزل على يد مالكه، لتدميره تدريجيا ورفعه من قائمة المبانى المميزة، سواء عن طريق ترك صنابير المياه مفتوحة أو افتعال حريق، وباءت كل محاولاتها بالفشل، مشيرة إلى أن منزلها مسجل هو الآخر ضمن المبانى المميزة معماريا. وأضافت أن مالك المنزل وجه لها تهديدات كثيرة، بأنه سيستولى على منزلها هى الأخرى ليقوم بهدمه. وكانت مريم قد كشفت سابقا للأهرام أن مالك العقار تقدم بتظلم إلى جهاز التنسيق الحضارى لرفع المبنى من قائمة الحصر، وتم رفضه مع مطالبته بسرعة ترميم المبنى إنشائياً لحمايته من السقوط، كما طالب سمير غريب رئيس الجهاز السابق محافظة القاهرة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مالك العقار لمحاولته تخريب المبنى متعمداً، لكن دون جدوي. وتقول مريم بحسرة: فى هذا المكان، أبدع رامى قصائده التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، والتى كانت تتردد عليه وتملأ جنبات المكان بصوتها الذى تتذكره منذ أن كانت طفلة فى الرابعة من عمرها. لم يكن منزل أحمد رامى الأول، ولن يكون الأخير، مادامت المحاسبة غائبة لكل مسئول تسبب فى ضياع تراثنا، ومادام المعنيون بالحفاظ على هذا التراث غير مدركين لقيمته ويفرطون فيه وسط غياب للضمير.