في هذا المكان ، أبدع قصائده التي غنتها محبوبته وملهمته كوكب الشرق أم كلثوم، وفي تلك الشرفة كانا يجلسان معا لدندنة بعض أشعارهوفي أواخر ايامه كان يستعين بشمس الشرفة الخلفية لينال قسطا من الدفء في الصباحات الشتوية الباردة، يتنسم عبير الزهور وأشجار الفاكهة ..تلك التي كانت في «حدائق القبة».. عندما تزوج كانت أم كلثوم أول من زار عروسه في منزل الزوجية ، وعندما رزق بابنه الأول ، ملأت أصداء صوتها أرجاء المكان احتفالا بسبوع المولود . العقار رقم 4 شارع محمد نبيل السباعي ، حيث كان الشاعر احمد رامي يقطن احد أدواره مع أسرته، أصبح الآن معرضا للهدم ، لتهدم معه ذكريات وأيام لها تاريخ، ورغم ان المنزل مسجل بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري ضمن المباني المميزة معماريا والتي يحظر هدمها ، إلا ان المالك الحالي لا يتورع عن احداث تلفيات عمدية بالمبنى ، لرفعه من قائمة الحصر، وبالتالي يتمكن من هدمه ،في غفلة من الجميع. مريم رياض –تسكن في العقار المجاور مباشرة وكانت طفلة في الرابعة من عمرها عندما كانت تشاهد «رامي» في الشرفة الخلفية مرتديا «الروب دي شامبر « شاردا يتلمس بعض الدفء في الشتاء، وهي تشهد الآن الدمار الذي لحق بالمبنى، وباءت كل محاولاتها بالفشل في سبيل انقاذه بعد ما لاحظته من «حالة فساد وتواطؤ بين المالك وموظفي المحليات» على حد قولها ، مشيرة الى ان منزلها مسجل هو الآخر ضمن المباني المميزة معماريا، وبالتالي فان اي محاولة من المالك لتدمير منزله قد تمتد الى منزلها سواء كان ذلك بفتح صنابير المياه بشكل مستمر للتأثير على حوائط وأساسات المنزل أو باقتعال حريق ، وهو ما حدث بالفعل أكثر من مرة، وتسبب في تدمير جزء كبير من منزل «رامي»، حيث تهدم السلم المؤدي الى سطح المبنى. تقول مريم:» في يوم 6 ابريل 2011 وصلتنا رائحة حريق قوية من داخل العقار، و تم ابلاغ المطافي ، و بالمعاينة اكتشفوا وجود شيشة و بنزين ، وبالفعل سمعنا أصوات انهيارات داخلية للمبنى، وبعدها تقدم مالك العقار بتظلم الى جهاز التنسيق الحضاري لرفع المبنى من قائمة الحصر، وتم رفض تظلمه مع مطالبته بسرعة ترميم المبنى إنشائياً لحمايته من السقوط، كما طالب سمير غريب رئيس الجهاز محافظة القاهرة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد مالك العقار لمحاولته تخريب المبنى متعمداً ،ولم تستطع لجنة الحصر الدخول للمنزل بعد الحريق لغلق الباب بالجنزير وعدم وجود حارس للعقار، والآن المنزل في حالة سيئة للغاية، ويتم تربية الدواجن في شرفاته، ومع ذلك فقد اخبرني احد المهندسين بأن المبنى مازال قابلا للترميم والاصلاح، فهلا انتبهت وزراة الثقافة لهذا المبنى المتميز معماريا، وذات القيمة التاريخية، وتستفيد منه في اي نشاط ثقافي او تحوله الى متحف؟! واتذكر ان رجل الاعمال نجيب ساويرس قد وعد حينها بترميم المنزل، لكن لم يتم شيء حتى الان». يشار الى ان الشاعر احمد رامي كتب لام كلثوم نحو 143 قصيدة اي تقريبا نصف ما غنت، و أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاتها، ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتى توفي في الخامس من يونيو من عام 1981.