تنهال الكلمات الجارحة علي رموز النظام السابق دون شفقة من أقلام واعلامين وسياسين كانوا حتي لحظة السقوط في أحضان النظام ليل نهار. أعضاء سابقين وبارزين في لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل يتبارون في كيل الاتهامات والتجريح لعائلة مبارك ولقيادات الحزب في وضح النهار وحمرة الخجل غائبة. يطل عبر الشاشات معظم الوقت أناس كانوا من مريدين النظام, واليوم يتطاولون عليه وينسجون من الخيال بطولات زائفة. هؤلاء المتحولون يبالغون في كل شيء, في القدح ما كانوا غلاة في المدح. يعتقدون أن عقول الناس كل الناس خربه لا تميز بين أقوال الأمس القريب والحاضر المعاش. اسهل شي يمكن أن يفعله كاتب أو مذيع أو ضيف في برنامج علي الهواء الآن هو قدح مبارك ورموز نظامه. هذا رائج ومتاح وموضة يرتديها كثير من اولئك الذين نزعوا ورقة التوت. قد ننتظر من البعض أن يكشف عن عورات النظام ويفند تداعيات ما لحق بمصر من جراء سياساته وطريقته في الحكم. نحتاج حتما لمن يصارح الشعب بنصف الحقيقة لا كاملها لأنها ستكون مرة. لكن لا نتوقع أن يتجرع كاتب صحفي او مذيع او سياسي اقترن بمبارك لسنوات طويلة حبوب الشجاعة الآن ويتحدث بالفم الملآن عن أنه كان يحارب النظام البائد ويقف في وجهه ولا يري فيه الوطنية أو الإستقامة. هذه النوعية من البشر تتحول كالساقطات وتتلون كالحرباء وتتعايش بمنطق الانتهازيين وتنكر الجميل وتنافق الجديد. ليس بمقدور مبارك ورموز نظامه الآن الدخول في مهاترات مع هؤلاء ولن تستفيد مصر من هرطقتهم الجديدة فهم في الماضي كانوا يستجدون الحاكم, والآن يبحثون عن مجد زائف ويواصلون الخداع. في فمي ماء كما كثيرين غيري. وقديما قالوا وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا! المزيد من أعمدة ماهر مقلد