أكاديمية الفنون هي اول مؤسسة لتعليم الفنون في الوطن العربي تمنح درجات البكالوريوس ومابعدها من خلال سبعة معاهد هي الكونسيرفتوار, الموسيقي العربية, البالية, السينما, الفنون المسرحية. الفنون الشعبية. النقد الفني, تخرج في معاهد الاكاديمية الكثير من نجوم الفنون ن والمثقفين في مصر والوطن العربي, ومما لاشك فيه ان هذه الاكاديمية طالها الفساد مثلما طال جميع ممؤسسات الدولة في السنوات الثلاثين الاخيرة. ان تطهير اي مؤسسة يستلزم تنفيذ عدة خطوات, اولا: فتح ملفات الفساد, الذي انخرط فيه فئة من العاملين بتلك المؤسسات سواء بالفعل او التواطؤ ثانيا: تفعيل القانون, وهي خطوة دائما ماتلقي مقاومة ممن اعتادوا علي خرق القوانين والتحايل عليها. ثالثا: تجديد الدماء, وهي الخطوة التي من شأنها الاستعانة بالكفاءات الجديدة التي غالبا ماتكون شابة وهذا مايشكل للطرف الآخر( شيوخ المؤسسات) شعورا بالإقصاء وزعزعة سيطرتهم علي تلك المؤسسات, وهي نتيجة طبيعية لأناس اعتادوا احتكار المناصب في مؤسسات الدو لة حتي مماتهم وهي الفكرة التي كرست لها انظمة الرئاسة السابقة في مصر. رابعا: الاحلال والتجديد لكل ماوهن من بنية تحتية, متمثلة في كل مايتعلق بمباني المؤسسات تماشيا مع معايير المؤسسات العالمية التي تماثل المؤسسة موضع التطوير, وهذا ماتشهده اكاديمية الفنون منذ عام2009, فقد جاء رئيسها الحالي بخطة تطويرية تستدعي التطهير منذ توليه هذا المنصب ولم يتوقف عن تنفيذها حتي الآن بالرغم من أجواء الفوضي التي تعم البلاد. استغل بعض العاملين في اكاديمية الفنون هذه الفوضي وغياب سلطة القانون بعد اندلاع ثورة يناير وحتي الآن لمقاومة تطهير وتطوير اكاديمية الفنون, ولكن ماتفاجأ به اعضاء هيئة التدريس والعاملين المؤيدين لخطة التطهير والتطوير للاكاديمية هو انحياز وتضامن وزير الثقافة الحالي مع هذه المجموعة التي يبحث افرادها عن المصالح الشخصية علي جثة هذا الوطن. مواقف وآراء وزير الثقافة الحالي منذ بداية توليه هذا المنصب وحتي الآن يعتريها الكثير من الغموض والملابسات الشخصية والسياسية, فقد جاء علي لسانه في اول حواراته بالأهرام أون لاين بتاريخ2011/12/29, ان هناك بعض قطاعات وزارة الثقافة ستواجه تحديا كبيرا واتوقع أن بعض الفنون الأدائية سوف تلغي, مثل فرقة باليه الاوبرا, وان هذه المؤسسة ستكون في خطر والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل وزير الثقافة يتنبأ بالمستقبل؟ أم انه يعلن موقفه تجاه مؤسسات الفنون وانواع للفنون بعينها مثل الباليه, لمغازلة تيارات سياسية بعينها ؟! ان مجرد طرح فكرة الغاء فرقة باليه الاوبرا وان كان افتراضيا يعني ضمنيا الغاء المعهد العالي للباليه. التابع لأكاديمية الفنون, لأن خريجيه هم الذين يعينون في فرقة باليه الاوبرا, وهذا التصريح من شأنه تعضيد فكرة البدء في تصفية معاهد اكاديمية الفنون, احدي المؤسسات الرئيسية في مصر لتخريج المبدعين, وهذا مايتناسب مع افكار ومباديء بعض التيارات السياسية التي ظهرت بعد ثورة يناير تنادي بالتضييق علي حريات الابداع. واذا نظرنا لما سبق بنظرة شمولية نجد ان ثمة مايشير في حديث وافعال وزير الثقافة الحالي الي تدعيم فكرة تدمير اكاديمية الفنون التي هي ركيزة اساسية في وزارة الثقافة, فعلا من خلال مساندته لقلة من العاملين في الاكاديمية التي تناهض خطة التطهير والتطوير, وقولا من خلال طرحه فكرة الغاء فرقة باليه الاوبرا.. والبعد السياسي في هذا الأمر غاية في الخطورة اذ ان ذلك بمثابة دعوة لسحب الثقة من مؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية التابعة للوزارة, لنقل الدور الريادي الثقافي من مصر الي الدول العربية الاخري التي اصبح لديها مؤ سسات اكاديمية مستحدثة لتعليم الفنون كما في الاردن والإمارات وغيرهما. المزيد من مقالات د.ياسمين فراج