هدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس بحل السلطة الفلسطينية وإعادة تسليم الضفة الغربية إلى إسرائيل , ما لم توقف بناء المستوطنات ولم تسع إلى إعادة إطلاق مفاوضات السلام نحو حل الدولتين , حيث قال فى حديث لموقع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قبل اسبوع واحد من انتخابات الكينست عام 2013 «إذا لم يحدث تقدم فى المفاوضات بعد هذه الانتخابات فسوف أتصل برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو وأقول له : اجلس مكانى على هذا الكرسى ( كرسى السلطة ) وتسلم المفتاح , وستكون أنت المسئول عن السلطة وعليك أن تقرر نعم أم لا , ما دمت ترفض وقف الاستيطان وحل الدولتين»!. حدث هذا التهديد فى محاولة لجر وإجبار نيتانياهو على وقف الاستيطان والعودة إلى المفاوضات من أجل حل الدولتين بعد عام من حصول فلسطين على دولة غير عضو فى الأممالمتحدة أواخر عام 2012 , الذى حول الأرض الفلسطينية من أرض متنازع عليها كما يزعم الإسرائيليون إلى أراضى دولة تحت الاحتلال تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة التى تمنع المحتل من إحداث تغيير فى واقع الدولة المحتلة . فهل يفعلها أبو مازن الآن ويتخذ تلك الخطوة الغريبة التى لم يشهد التاريخ مثلها من قبل , بإعادة الزمام وتسليم مفتاح الحكم إلى الاحتلال ؟ فعندئذ تصبح إسرائيل مسئولة عن إعاشة وإدارة 4.55 مليون فلسطينى (تعداد عام 2014) منهم 2.79 مليون بالضفة و1.76 مليون بالقطاع , وهى مسئولية بالإضافة إلى كونها بالغة الصعوبة والتعقيد فإنها سوف تفجر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة وتشعل معها أعمال المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الاحتلال , كما أنها ستكون خطوة تعكس انعدام الخيارات الفعالة لدى السلطة الفلسطينية وتضعها فى مأزق فى مواجهة حزمة لاءات نيتانياهو ومن بينها : لا لقيام الدولة الفلسطينية ولا لتقسيم القدس بل الإبقاء عليها موحدة والتسريع فى تهويدها ولا لوقف الاستيطان ولا للانسحاب من الضفة ولا لإعطاء الفلسطينيين إلا ما يريده هو ولا يريد إعطاءهم شيئاً من حقوقهم المشروعة خاصة بعد فوزه فى انتخابات الكينست الشهر الماضى ليعود إلى رئاسة الحكومة للمرة الرابعة معتمداً على حلفائه المتطرفين والأحزاب الدينية المتشددة التى تؤيد برنامجه وتسانده فى سياساته المتطرفة ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلى يمضى أطول مدة فى رئاسة الحكومة على مدى تاريخ إسرائيل , بعد أن كان الاعتقاد السائد أن نيتانياهو قد انتهى , وكان الجميع بمن فيهم الفلسطينيون والعرب والأمريكان والأوروبيون والدول المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطينى والمحبة للسلام يحبسون أنفاسهم انتظارا لسقوط نيتانياهو وفوز اليسار , فإذا نيتانياهو يلعب لعبته التكتيكية ويفوز على عكس كل التوقعات ، ومن يتابع سياسة نيتانياهو المتطرفة مثلما أوضحها أبو مازن فى كلمته إلى القمة العربية بشرم الشيخ سوف يجد أن إسرائيل تبتعد عن السلام وتتجه إلى المزيد من التطرف والعنصرية وترفض مبادرة السلام العربية وتؤكد عدم وجود شريك إسرائيلى يمكن التوصل معه إلى تسوية للصراع عبر المفاوضات، القول إن المطلوب قبل ذلك كله من الفلسطينيين والقادة العرب بعد قمتهم الناجحة بشرم الشيخ , البدء وبسرعة فى التعامل مع الواقع الجديد واستثمار الخلافات القائمة بين نيتانياهو وأوباما خاصة بعد المفاجأة التى فجرتها مصادر سياسية نافذة بالإدارة الأمريكية لصحيفة نيويورك تايمز قائلة « إن الإدارة الأمريكية تدرس حاليا التصويت لمصلحة قرار لمجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 , وأن البيت الأبيض لا يريد تأجيل ذلك حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عام 2016 وذلك رداً على لاءات نيتانياهو وكذلك الاستفادة من التأييد الدولى للقضية الفلسطينية وحصول فلسطين على دولة مراقب بالأممالمتحدة والاعتراف بها من 135 دولة ودعوة عدد كبير من البرلمانات الأوروبية لحكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين ... لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين