هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحل السلطة الفلسطينية وإعادة تسليم مفاتيح الضفة الغربية لإسرائيل. ما لم توقف بناء المستوطنات ولم تسع إلي إعادة إطلاق مفاوضات السلام نحو حل الدولتين بعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقرر اجراؤها الثلاثاء المقبل, وقال عباس في حديثه لموقع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية: إذا لم يحدث تقدم بعد هذه الانتخابات سوف أتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو وأقول له: اجلس مكاني علي هذا الكرسي وتسلم المفتاح وستكون أنت المسئول عن السلطة وعليك أن تقرر نعم أم لا, مادمت ترفض وقف الإستيطان وحل الدولتين. فهل يفعلها أبومازن ويتخذ تلك الخطوة الغريبة التي لم يشهد التاريخ مثلها من قبل, بإعادة الزمام وتسليم مفتاح الحكم إلي الاحتلال, لتصبح اسرائيل حينئذ مسئولة عن إعاشة وادارة7 و2 مليون فلسطيني بالضفة, وهي مسئولية في غاية الصعوبة والتعقيد, سوف تتجدد معها انتفاضة الفلسطينيين وتشتعل أعمال المقاومة المسلحة ضد الاحتلال؟ أم أن أبومازن هدد بذلك في محاولة منه لجر وإجبار نيتانياهو علي وقف الاستيطان والعودة إلي المفاوضات, بعد حصول فلسطين علي دولة غير عضو بالأمم المتحدة الذي حول الأرض الفلسطينية من أرض متنازع عليها كما يزعم الإسرائيليون إلي أراضي دولة تحت الاحتلال, تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع المحتل من إحداث تغيير في واقع الدولة المحتلة؟ وإذا كانت تهديدات عباس الهدف منها هو زيادة الضغوط علي اسرائيل وواشنطن وأوروبا لتخفيف شروط التفاوض التي تطرحها اسرائيل وهو طرح يعكس بوضوح حقيقة انعدام الخيارات الفعالة لدي السلطة الفلسطينية, فنيتانياهو, لن يتسلم المفتاح ببساطة ليزيد القضية تعقيدا وعباس إحراجا. فالأولي بعباس التسريع في تحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة توافق وطني تتولي خلال مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر اجراء انتخابات تشريعية لتجديد القيادات, تنبثق منها حكومة وحدة وطنية مهمتها اجراء انتخابات رئاسية بدماء جديدة قادرة علي قيادة الشعب الفلسطيني وكفاحه لإقامة دولته المستقلة..أي أن المطلوب ببساطة من عباس تسليم مفتاح فلسطين إلي الشعب الفلسطيني, لا تسليمه إلي نيتانياهو! [email protected]