يحمل العدد الجديد من مجلة «السياسة الدولية» الذى يُطرح فى الأسواق غداً الأربعاء رقم 200. فقد أكملت هذه المجلة التى صدر عددها الأول فى أبريل 1965 عامها الخمسين، وصارت هى الأقدم بين الدوريات، بل المطبوعات، المتخصصة على المستوى العربى، وليس فى مصر فقط. وظلت «السياسة الدولية» مصدرا رئيسيا لمعرفة وفهم التطورات التى تحدث فى منطقتنا والأقاليم الأخرى والعالم، وموقع مصر فيها، على مدى هذه الفترة الطويلة التى شهدت تحولات هائلة تغير عبرها شكل المجتمع الدولى وأنماط تفاعلاته سلما وحربا عدة مرات. وكانت «السياسة الدولية» على هذا النحو، ومازالت أحد أهم مراكز التفكير العربى فى الشأن العالمى والاقليمى، وتفاعل من خلالها خبراء وباحثون واكاديميون مصريون وعرب آخرون. كما وفرت ما يحتاج اليه صانعو القرار فى العالم العربى لتطوير سياساتهم الخارجية وترشيدها حين يرغبون. ولذلك كان ضرورياً أن يتسم هذا العدد بطابع خاص مميز يليق باليوبيل الذهبى للمجلة، وأن يشارك فيه مؤسساها وهما الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس مؤسسة «الأهرام» الذى فكر فيما لم يكن ممكناً التفكير فيه حينئذ، ود. بطرس بطرس غالى الذى رأس تحريرها حتى تم اختياره أميناً عاماً للأمم المتحدة فى نهاية عام 1991. ففى العدد 200 من «السياسة الدولية» حوار خاص شامل ومتعمق أجرته هيئة التحرير مع الأستاذ هيكل حول ما يحدث فى المنطقة والعالم، والسيناريوهات المحتملة فى الفترة المقبلة، وموقع مصر من الاضطرابات التى يموج بها الشرق الأوسط، وكيفية التعامل معها. وكتب د. بطرس غالى افتتاحية المجلة فى هذا العدد للمرة الأولى منذ أن ترك رئاسة تحريرها قبل ربع قرن، وهو الذى ظل يكتبها بانتظام على مدى فترة مماثلة .. وللمرة الأولى أيضاً، تقوم مطبوعة بإجراء استطلاع حول أدائها، سعياً إلى تدعيم التفاعل مع قرائها والمتعاملين معها. وكان طبيعياً أن تخصص المجلة ملفها للتغير الذى حدث فى العالم منذ إصدارها بمشاركة نخبة متميزة من الأساتذة والخبراء والباحثين. كما يحفل هذا العدد بمقالات تقدم رؤى متنوعة للأوضاع الراهنة فى الشرق الأوسط. ومن أهم ما يتضمنه أيضا تحليل أبرز ظواهر الرأسمالية العالمية المتوحشة من خلال مناقشة وافية لكتاب توماس بيكيتى (رأس المال فى القرن الواحد والعشرين) الذى يعد الأكثر إثارة للجدل فى العالم الآن.