بداية غريبة من مجلس الشوري في التعامل والتفاعل مع المؤسسات الصحفية القومية بدأت بتصريح رئيس مجلس الشوري بتعيين قيادات 48 إصدار صحفي ثم أسرع وكيل مجلس الشوري بتصريح أخر بتعيين عددا أقل من القيادات الصحفية وتلتها ان القيادات الجديدة ليس بينها اي قيادات تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الأمر برمته اثار نقابة الصحفيين وحفيظة الصحفيين والكتاب بالصحف والإصدارات القومية فقد جاءت التصريحات متشابهة مع تصريحات سابقة لرئيس مجلس الشوري السابق صفوت الشريف ، فقد قلنا مرارا وتكرار إذا لم تكن القيادات الصحفية نابعة من إختيار الصحفيين بهذه المؤسسات فلن يرضي عنها الصحفيين ، فقد جاءت ثورة 25 يناير لتصحيح الأوضاع المغلوطة وتحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية والإنتخاب للقيادات فقد سئمنا من سياسة التعيين التي باءت بالفشل الذريع وإذا لم يتوافق الصحفيين جميعا على من يرأسهم فسوف تزيد حالات الهرج والمرج ولن تتوقف لأنه حق والحق لن ينتزع من اصحابه بعد ثورة 25 يناير ، فقد قام مارد الصحافة من غفوته التي دامت عهودا طويلة من القهر والظلم المهني والأخلاقي والمتاجرة بالأقلام لحساب السلطة ومصالحها الخاصة فمن كانت ترضي عنه السلطة وضعته فوق الرؤوس وفوق كل الأقلام ، وسعي المرضي عنهم بكل طاقتهم ليميتوا ويدفنوا الأقلام الحية والضمائر اليقظة ، فقد عانت الصحافة القومية من الفساد الذي ظل جاثما فوق صدروها حتى جاءت ثورة 25 يناير لنتنفس الصعداء ونكتب ما يرضي ضمائرنا ويشفي قلوبنا من وجع القهر والظلم والمنع من التعبير عن الشعب وآلامه وأحزانه وما سبقتها من سياسة الرقيب على مدار عشرات السنين التي زرعتها السلطات السابقة في صدور الصحفيين فسار الرقيب ممنهجا بداخلنا وكلما نطق ناطق بكلمة حق وجد السيف فوق رقبته لتحجيم الصحفيين عن أداء دورهم المهني ، الأمر الذي قهر الصحفيين في النظم السابقة وقامت بعمليات عقم حقيقية للأقلام المستنيرة والمضيئة وهي المهنة التي تواجه أكبر تحديات في العصر الحالي من محاصرة تكنولوجية وسرعة نقل الخبر والتحليل الخبري والتميز المهني وتتطلب سرعة التعامل والإرتقاء بكفاءة الصحفيين مهنيا ليواجهوا جحافل تحديات المهنة فهل يريد مجلس الشوري أن نبقي في القاع ام نصعد للمنافسة الحقيقية ، فقد كانت القنوات الحكومية وغيرها موجهه بتعليمات وتوجهات القيادة السياسية وقلما كانت تنطق بكلمات الحق وحال نطقها بالحق يتم وقف القناة وقطع إرسال البرامج وكثيرا ما عانينا من هذه الإجراءات التعسفية ضد الإعلام الحر والصحافة الحرة وكانت الوزارات والقيادات السياسية الحاكمة لشئون البلاد إبان حكم المخلوع اقامت جدارا عازلا لا يجوز الإقتراب منه حتى يتسني لها تقنين قوانين النهب وتشريع للفساد وهي تعلم يقينا أن الصحافة هي التي تفضح مصائبها ومكائدها ضد الشعب ، فقد ذاق الشعب مرارة الذل والويل بسبب تكميم افواه الصحفيين وقصف الأقلام وإستبعاد الشرفاء من المهنة المقدسة وقد اقسم المولي عز وجل بالقلم في كتابه الكريم ، وقد حان الأوان لتطوير وتطهير المهنة من الفساد الذي كاد أن يقتلها ويبيدها بعد ان تسلل إليها من هم ليسوا بأهل لها ، وفي هذه الظروف الراهنة للبلاد تسلط الصحافة القومية الضوء على خطر داهم وهو مسلسل هدم مصر من خلال عددا من أصحاب الضمائر المزيفة وأعداء الداخل والخارج ومخطط ومبرمج معد خصيصا بغرض إسقاط مصر ومن ناحية اخري ظهرت البرامج المضادة لهذا المخطط الممنهج والمدفوع مقدما ، والطبع غلاب فالضوء والشهرة لا يضاهيها إغراء ، والحمد لله أنهم قلة وسوف يتساقطون إذا لم يعودوا لرشدهم وقد شاهد الجميع المتحولون من نصرة الرئيس المخلوع لفضحه وكشقه وهي ظاهرة ليست جديدة على ثورة شعب ، وعلي جانب أخر كانت المعارضة الشعبية الشديدة ضد وجود مجلس الشوري وطالبوا بإلغائه والسبب تكاليف باهظة تتحملها ميزانية الدولة والشعب والدليل الإقبال الضعيف جدا على إنتخابات الشوري فهل يأتي الان مجلس الشوري ليقول لنا انه سيقوم بتعيين رؤساء للصحف والإصدارات ، فقد سئمنا من سياسة التعيين القهرية وإذا لم تكن بموافقة ورضاء الصحفيين في المؤسسات فلن تقوم لها قائمة والمؤسسات الصحفية لها معايير خاصة في التعامل بها مع مفكرين وكتاب ومثقفين واصحاب رؤي وفكر واقلام لها قيمتها وتريد مصلحة الدولة وإستقرار البلاد والعباد ، والصحافة لديها مهام ثقيلة تبدا بهموم الوطن والمواطنين بعد ان كانت قاصرة على اخبار مزيفة وكاذبة لمشروعات وهمية ظلت تتداولها عشرات السنين وتخللتها وعودا وردية من صنع السراب والملفات امام الصحافة والإعلام كثيرة ولا حصر لها وتبحث عن حلول مرضية وجذرية وليست مسكنات كما كان يفعل النظام المخلوع ثم سرعان ما تعود الأمراض المستوطنة بالجسد ، وهي قضايا ومشكلات تمثل خلايا سرطانية تصيب الجسد وجب معها الصدق والنقل بامانة وإقتدار لفحصها وكشفها بدقة وبخبرة حتى يتم إستئصال الورم الخبيث قبل ان ينتشر ويموت الجسد أليس كذلك ياسادة ؟ المزيد من مقالات أحمد مسعود