أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الضربة الجوية، التي قامت بها مصر ضد المجموعات الإرهابية في ليبيا، استهدفت 13 هدفا، بعد أن تم استطلاع ودراسة الأماكن بدقة بالغة، ولم يتم توجيه أي ضربات عدائية ضد المدنيين. جاء ذلك، خلال حديث الرئيس للتليفزيون المصري أمس، حول القضايا والتحديات الداخلية والخارجية، التي تواجه البلاد، وعلي رأسها مكافحة الإرهاب، و كيفية النهوض بالاقتصاد المصري، والذي أعلن فيه إلي الشعب، عددا من الإجراءات والقرارات الجديدة، التي تصب في المصلحة العامة. في بداية الحديث، تقدم الرئيس السيسي بالتحية للشعب المصري العظيم وقال: إنه حريص علي أن يلتقي مع المواطنين شهريا عبر التليفزيون، ووجه التعازي لكل المصريين من أبنائنا من رجال الجيش والشرطة، ومن سقطوا في أحداث استاد الدفاع الجوي، وشهدائنا الأبرياء الذين سقطوا في ليبيا، الذين ذبحوا في سبيل الحصول علي لقمة العيش. وقال: إنه لم يقدر علي تقديم التعزية إلا بعد أن قامت القوات المسلحة بالثأر سريعا، ردا علي الجريمة، وقال: إننا لا نغزو بل نحمي شعبنا. وأضاف أن رد فعل القوات المسلحة، كان محل تقدير للمصريين وكل دول العالم، مؤكدا ان الجيش المصري، لا يعتدي علي أحد، ولا يغزوا أراضي أحد، وأننا دائما ما ندافع عن أرضنا من الداخل فقط. وقال: إنه في رمضان، في أثناء إفطار عناصر إرهابية، تم إيقاف الضربة لوجود نساء وأطفال ضمنهم. وأضاف ان الأشقاء العرب اتصلوا به، وقال إن ملك الأردن عرض إرسال قوات لمواجهة الخطر، وتقدم بالشكر له. وقال: إن أشقاءنا في السعودية والإمارات والكويت والبحرين، كان لهم نفس الموقف، مشيرا إلي أن الشيخ محمد عرض كذلك إرسال قوات. وأكد أن التحديات الراهنة ضخمة جدا، ووجه التحية للقوات المسلحة، علي جهدها ليس فقط في المنطقة الغربية الموجودة هناك، وكذلك في سيناء، ومع حدودنا الجنوبية، وهي لا تعتدي أو تغزو أحدا، بل تحمي مصر، وإذا تطلب الأمر حماية المنطقة والأشقاء العرب. وأشار إلي أنه سيكون هناك حساب لأي مسئول يثبت تقصيره، مثل قضية شيماء الصباغ وأحداث الدفاع الجوي، موضحا، أن الموضوعين أمام النيابة العامة، وأنه لا يتدخل في شئون القضاء، مشيرا إلي ان النائب العام قال له: إنه سيحاسب أمام الله، ولن يكون أحد بجواره. وأكد، أنه لا يوجد مصلحة لإهمال حقوق الناس، وأشار إلي أنه بمجرد انتهاء النيابة العامة، سيتم اتخاذ الإجراء اللازم. وأوضح الرئيس، أنه تولي المسئولية خلال أشهر صعبة، بعد تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، والموقف الاقتصادي والأمني، مشيرا إلي أنه علي الصعيد الإفريقي، استعادت مصر عضويتها، وتم تعزيز العلاقات مع ا لجزائر وغينيا الاستوائية وإثيوبيا، التي نعمل معها بشكل إيجابي، كما استعادت مصر مكانتها علي الصعيد الإفريقي، وهناك اتفاق علي دعم مصر لعضويتها في مجلس الأمن. وقال إنه علي الصعيد الأوروبي التقي وزار العديد من المسئولين الأوروبيين، وهناك مزيد من التفهم والانفتاح، لدعم العلاقات مع مصر. وقال إننا أنجزنا مهمة الصفقة العسكرية مع فرنسا وهناك تسهيلات من الجانب الفرنسي، ووجه للرئيس الفرنسي وحكومته الشكر علي التسهيلات والحصول علي شروط جيدة. وأوضح أن لقاءه مع الرئيس الروسي بوتين كانت إيجابيا. وأشار إلي أن إقامة محطة الضبعة للطاقة النووية السلمية، مصر تحتاجها الآن لحل أزمة الطاقة. مشيرا إلي أهمية تنوع مصادر الطاقة سواء الفحم أو الغاز أو الطاقة نووية بغض النظر عن تكلفتها الأولية والتي تعتبر أرخص مصدر للطاقة علي المدي البعيد. وقال إن مصر دولة لاتغامر وليس لها أجندات وأنها تحترم الاتفاقيات فيما يخص الانتشار النووي، ومانحصل عليه سيكون لتوفير الطاقة النووية السلمية. وأشار إلي أن المحادثات الإيجابية مع الرئيس الأمريكي أوباما خلال زيارته لأمريكا مؤشر علي أن العلاقات معها استراتيجية ، مؤكدا أن مصر تدير علاقات توافقية مع جميع دول العالم وهي بحاجة للانفتاح علي الجميع. وتحدث الرئيس عن زيارته للصين، وقال إن أبريل المقبل سيشهد استقبال الرئيس الصيني في مصر لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في أثناء زيارته للصين. وحول التهديدات المختلفة شرقا وغربا وجنوبا، قال إن الإجراءات الامنية تحقق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في سيناء، وإن الجيش والشرطة يقومون بدور كبير هناك وتحقق نجاح كبير، مؤكدا ان الجهود لن تنتهي حتي يتم القضاء علي البؤر الإرهابية في سيناء بالكامل، مؤكدا أن أبناء الجيش والشرطة هم أبناء الشعب، وأكد أن رؤيته علي مداد السبعة أشهر الماضية هي الحفاظ علي الدولة المصرية، مؤكدا أن الإرهاب موجود لكن هناك تحسن في الاقتصاد، مشيرا إلي أن الهدف الآن هو تمزيق مصر. وقال إن الانتخابات المصرية يصاحبها التنافس وهذا أمر جيد، وقال إنه يتمني استمرار التنافس ولابد ألا ينسينا الهدف الرئيسي وهو وحدة المصريين جميعا، مؤكدا أهمية المشاركة في الانتخابات، والحفاظ علي الدولة والمنطقة. وحذر الرئيس من خطورة الجيل الرابع للحروب واستخدام الشائعات والتكنولوجيا الحديثة، في الإرهاب وقال إنه التقي بكل اطياف المجتمع المصري كله وتحدث معهم في جميع القضايا، خلال أكثر من ألف ساعة، لم يتجاوز فيها ضد أي أحد، وطالب باستخدام العلم والتكنولوجيا من أجل تطوير المجتمع. وأكد أنه لن يسمح بأي تجاوز يحدث أمامه. وقال إننا ننظر بكل تقدير واحترام وحب لأشقائنا في الخليج ، مؤكدا أن كل المحاولات لإثارة الشقاق معهم لابد أن ننتبه لها جيدا. وأشار إلي أن حجم الدعم الخليجي من الاشقاء أسهم في وقوف مصر أمام التحديات، وقال أن الدعم من الأشقاء السعوديين والإماراتيين والكويتيين ، كان السبب في صمود مصر أمام الصعوبات، مؤكدا أننا لايمكن ان نسيء لهم، ونحن معهم في مواجهة كل التحديات التي تواجههم، ولن يستطيع أحد النفاذ فيما بيننا مهما كانت قوته أو مكره. وتوجه بالشكر للملك سلمان، وجميع قادة دول الخليج التي أدركت مايحاك لمصر، وقال لهم: ربنا يحفظ بلادكم و«خلوا بالكم عليها». وأعلن الرئيس السيسي، أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتم الإفراج عن دفعة أولي من الشباب المحتجزين في السجون، طبقا لصلاحيته، وقال إنه استجاب لطلب شباب الإعلاميين في لقائه السابق، الذين قالوا له: إن هناك مجموعة من الشباب الأبرياء المحبوسين بسبب وجهة نظرهم، وقال: إنه علي وزارة الداخلية، ان تتفقد السجون، علي ان يتم العمل علي إطلاق سراح القائمة التي تعتمدها الوزارة. وتحدث الرئيس، عن عدد من الملفات الداخلية، وقال: إنه سعي لتشكيل أربعة مجالس تخصصية تابعة لرئاسة الجمهورية، لبحث جميع المشكلات التي تواجه المجتمع، مشيرا إلي أن أغلب أعضاء هذه المجالس، من الشباب والمرأة. وأعلن أن صندوق تحيا مصر، أسهم في تخصيص 500 مليون جنيه، لتطوير العشوائيات، في منطقة الدويقة، فضلا عن 500 مليون جنيه أخرى من الدولة. وأضاف، أنه تم تخصيص 100 مليون جنيه لرعاية أطفال الشوارع بشكل مبدئي، مؤكدا أنه ينبغي ان يكون هؤلاء الأطفال جزءا من المجتمع. وأعلن الرئيس السيسي، أنه يتم الآن الإعداد الجيد للمؤتمر الاقتصادي، وأن مشروع قانون الاستثمار الموحد موجود حاليا في مجلس الوزراء ، وسيتم التصديق عليه بمجرد انتهاء المجلس من إعداده، مشيرا إلي انه سيتم حل مشكلات المستثمرين من خلال الشباب الواحد، الذي يتيح لهم الحصول علي التراخيص في أسرع وقت وأقل جهد. كما أعلن، أن هيئة قناة السويس، سوف تقوم بتقديم عدة مشروعات، خلال المؤتمر الاقتصادي، حيث تجهز مشروعات خاصة بها، ضمن مشروعات الدولة المصرية. وكشف الرئيس، عن إطلاق مشروع قومي، لتأهيل الشباب يمكنهم من المشاركة السياسية، وقال: إن مؤسسة الرئاسة، ستتبني هذا المشروع، مشيرا إلي عقد العديد من الدورات للشباب، وأن الدورة الواحدة ستسهم في تدريب ما بين 500 إلي 1000 شاب. وقال: إن مصر لديها فرص عديدة، للعمل من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. وأوضح، أن اختيار المحافظين الجدد تم بناء علي معايير واضحة، منها الكفاءة، والخبرة والشباب. وفي ختام حديثه قال : إن إرادة المصريين، غير قابلة أن يقهرها أحد، مؤكدا اننا سننجح ونتغلب علي جميع الصعوبات، وقال إن المصريين يسعون للسلام والأمن والبناء والتعمير والخير، وطالب بالدعاء لمصر وللمنطقة العربية بالكامل، للنجاة من الفتن والشرور المحيطة بها، وقال: إن شاء الله سننجو وتتقدم مصر والمنطقة العربية، واختتم حديثه قائلا:«تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».