كان رفيقه إنساناً أو حيواناً.. الخلفية بحر أو شرفة بيت.. يرسم بنفسه صورته الشخصية حين يختار المكان والزمان والصحبة داخل الكادر. يجتاح هوس التقاط صور "السيلفى" - فردية وجماعية- العالم كله. وهناك مشاهير مغرمين به، أشهرهم هوسّاً هو الرئيس باراك أوباما الذى هاجمته الصحف الأمريكية بسبب ولعه فى تصوير نفسه مع آخرين مثل رئيس الوزراء البريطانى، ورئيسة الوزراء الدانماركية.. لا يشكّل "السيلفى" ظاهرة فى المدارس والجامعات والأندية فقط، بل امتد إلى حفلات الأوسكار ومباريات كأس العالم.. كذلك لم يسلم منه حجاج بيت الله الحرام!. ومن المفارقات الغريبة التى انتشرت مؤخرا هى ذهاب البعض إلى محلات الملابس -دون رغبة حقيقية فى الشراء- وإنما لالتقاط صور بثياب جديدة ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعى. أنصار "السيلفى" يعتبرنه وسيلة للتعبير عن الرأى، ودليلاً على ثقة الإنسان بنفسه حيث لا يشترط أن يكون متأنقاً، فيبدو على طبيعته فى جميع الصور دون تكلّف. أمّا المعارضون، فيؤكدون على ضعف شخصية صاحبها لأنه غالبا يلتقط أكثر من صورة، ثم يتفحص أفضلها قبل أن يقوم بنشرها على حسابه الشخصى. ناهيك عن أنانية صاحبها الذى يسعى للفت الأنظار، ونرجسيته التى تتجلّى كمن يقطف زهرة ويهديها إلى نفسه.. أو يصنع قهوة ويقدمها إلى نفسه. إذا كنت مؤيداً أم معارضاً لل"سيلفى"، حاذر على نفسك من نفسك.