الصورة الملتقطه ذاتيا و المعروفه الآن ب "سيلفي"selfie معروفه منذ قرون إلا أن التكنولوجيا الجديده و الكاميرات التي تجهز بها الهواتف ووصلها بشبكات التواصل الاجتماعي، أكسبها شهره و بعدا كبيرا جدا. فمع أقتراب نهاية 2013، أعتبر قاموس أكسفورد الإنكليزي المرجعي تعبير سيلفي"كلمة العام"و أعطاها تعريفا مفاده"صوره ملتقطه ذاتيا بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام و تنتشر على موقع للتواصل الأجتماعي". عدوى السيلفي أجتاحت كل النجوم و المشاهير، حتى أن البعض بدأ يستخدمها في الدعايه و الترويج لأعماله الفنيه بينما يستخدمها آخرون للتواصل،العالم يشهد هوسا بالتقاط صور سيلفي فرديه أو جماعيه و هو هوس شارك فيه زعماء و سياسيون أيضا.بالنسبه للزعماء السياسيين، يعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكثر الرؤساء هوسا بالتقاط سيلفي، و لم يقتصر الأمر علي الأشخاص، فقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكيه "ناسا" عزمها على ألتقاط "أكبر صوره ذاتيه على كوكب الأرض"تحتوي علي أكبر عدد ممكن من سكانها الكوكب و سمحت "ناسا" لكل من يرغب في المشاركه في هذه الصوره التقاط صور لنفسه و نشرها في مواقع تويتر و فيسبوك و انستغرام، و أستخدام هاشتاج"#GlobalSelfie". و في بريطانيا أشارت دراسه إلي أن 17% من الرجال و 10% من النساء يلتقطون صور سيلفي، و في أعتقادي هي أنتشرت لما تتمتع به ثقافتنا من نرجسيه. و حذر علماء النفس من التقاط الكثير من صور السيلفي فهو قد لا يكون مجرد حاله إدمان على التصوير الذاتي بل أحد المؤشرات الأوليه للأصابه بأضطراب يمكن أن يؤدي إلي عواقب نفسيه قد تؤدي إلي الأكتئاب بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي، و أن كثير من الناس الذين يأخذون الصور الشخصيه يقومون بإلتقاط مجموعه كبيره من الصور حتى يجدوا زاويه أو شكل مناسب ثم يقومون بتفحص هذه الصور للتأكد من عدم ظهور العيوب التي يعتقدون بأنها عيوب و هذا يدل على وعي ذاتي كبير حول أقل التفاصيل. غير أن "إليشيا إيلا"خبيرة سيلفي في الأنترنت نفت أن تكون الظاهرة نوعا من أنواع الأنانيه أو الفرديه المتطرفه و قالت هذا فن و يصور فنون الحياه اليوميه و هو نوع من أنواع التواصل الأجتماعي فالصور الذاتيه تفيدنا في حالتين، أولا:تعبر عن آرائنا، ثانيا:تزيد ثقتنا بأنفسنا، و أنا أرى لها فائده ثالثة و هي أن الصور لم تعد للذين يتأنقون، الآن أصبح أي شخص قادر على أن يصور نفسه بهاتف ذكي حيث ظهرت الصوره الواقعيه مثل شخص شبه نائم، يأكل، يشرب، و من هنا أنتهى عصر حكم الآخرين علينا (الذين يصوروننا) و أنتهى عصر الصوره الجميله، و سيلفي لم تعد كلمه إنما صارت فلسفه، و صارت صور السيلفي الذاتيه فنا في حد ذاته. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد