كانت الصورة ال«سيلفى» التى التقطها مجموعة من أشهر فنانى هوليوود خلال حفل الأوسكار فى مارس الماضى بمثابة اعتراف رسمى بظاهرة صور «السيلفى» -فن التقاط صور ذاتية- التى انتشرت خلال فترة قصيرة فى مختلف أنحاء العالم باعتبارها موضة لا يمكن لأحد أن يفوتها، فظهر رؤساء العالم، مثل أوباما، فى العديد من الصور السيلفى التى التقطها لنفسه مع عدد من الشخصيات مثل «جو بايدن»، نائب الرئيس، وأخرى مع هيلارى ثوريننغ رئيسة وزراء الدنمارك، وثالثة مع لاعب فريق «ريد سوكس» دايفيد أورتيز. إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية لم تنتظر كثيراً لتظهر لها صورة سيلفى مع مجموعة من الأطفال الصغار، وحتى البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، ظهر مع مجموعة من الشباب خلال زيارتهم للفاتيكان. وفى مصر بدأت موضة الصور السيلفى بصورة لأحد الشباب فى الحرم المكى، ثم صورة للسبّاحة الشهيرة رانيا علوانى مع المشير عبدالفتاح السيسى التى تداولها نشطاء التواصل الاجتماعى، ونفس الحال لحمدين صباحى الذى ظهر فى صورة سيلفى مع مجموعة من شباب المبدعين.. ومع اختيار قاموس إكسفورد الأمريكى لكلمة «سيلفى» باعتبارها «كلمة العام» يظهر السؤال: ما سر الهوس بصور السيلفى على مستوى العالم؟ دكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، قسم فكرة الصور السيلفى إلى نوعين، الأول هو فكرة التقاط صورة سيلفى مع المشاهير والتى انتشرت مؤخراً والهدف منها هو أن يصنع صاحب الصورة الشهرة لنفسه أمام معارفه وأصدقائه من خلال نشرها على حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعى، أما الثانى بحسب «صادق» فهو النوع الذى يحرص على التقاط صور خاصة لنفسه فى أحد الأماكن ثم يقوم بزيارتها، والأهداف هنا كثيرة، مثل الحصول على ثقة بالنفس من خلال حصول الصورة على أكبر كم من «اللايكات»، والتعليقات أحد الأهداف، وأيضاً الحصول على أصدقاء جدد، وتوسيع دائرة الحياة الاجتماعية، لكن مع ذلك لم ينفِ «صادق» أن للأمر جانباً سلبياً قائلاً: «زيادة الصور السيلفى عن الحد المعتاد والهوس بها يدخل فى دائرة الاستعراض الذى يُخفى وراءه مرضاً نفسياً بالطبع». المصور الشهير خالد فضة اعتبر أن الصور السيلفى ظاهرة سببها عدم خلو بيت من الهواتف الحديثة أما هدفها الأساسى فهو المتعة والمرح ولا تخفى وراءها أنانية من قبَل الشخص كما يرى البعض: «قديما كان يمكن أن يقال ذلك لأن طريقة التحميض والطبع تستغرق وقتاً كبيراً ولكن ما يحدث هو أن الشخص يريد تخليد ذكرى سعيدة لنفسه بشكل سريع».