نجح محافظ الإسكندرية طارق المهدي - أخيرا - فى تحويل الإسكندرية إلى مدينة عائمة مثل فينيسيا، فى مشهد لم يعد ينقصه سوى استبدال سيارة المحافظ بأحد زوارق الجندول الإيطالية المشهورة، وإنشاده على الجيتار - أثناء تجواله خلال الطرقات الغارقة فى مياه الصرف الصحى جزءاً من قصيدة الجندول لعلى محمود طه التى غناها محمد عبد الوهاب عام 1941: (أين من عينيك هاتيكَ المجالِ.. يا عروس البحر يا حلم الخيالِ)، ولكن بتعديل بسيط فيقول: (أين من عينيك هاتيكَ المجاري) بدلا من (المجالِ) وتعنى (موضع ما تجول به الريح) !! الحكاية أن الإسكندرية عروس البحر غرقت تحت مياه الصرف فى كارثة بيئية ومرافقيه مروعة، نتيجة توقف محطة كهرباء بالمنتزه، ومن حقنا التساؤل عن المسئول الذى نحاسبه فى هذا الصدد.. بقول واحد.. المحافظ هو المسئول، لأنه لم يضع أنظمة لصيانة المرافق ومتابعتها والرقابة على العمل فيها، كما كنا نرى اللواء عادل لبيب يفعل وقت عمله كمحافظ للثغر. كل ما نراه هو تصريحات طارق المهدى التليفزيونية، إذ لا يظهر فى المدينة - أساساً - إلا عندما يسمع بوجود كاميرا احدى القنوات فى شوارع الإسكندرية، فيهرول ساعياً إليها ويصدغ للعدسات ويشقشق ويزقزق بكلام زرب لا معنى له متحدثاً عن اهتمامه بمصالح المواطن. أى مصالح ؟!! والناس تخوض - حتى الركب - فى مستنقعات المجارى المعفونة. إن تكلفة بقاء طارق المهدى فى الجهاز السياسى والإدارى للدولة أصبحت عالية جداً، بعد أن تسبب فى كارثة حقيقية لجهاز إعلام الدولة حين انصاع لإملاءات العاملين فى ذلك الجهاز من الإخوان وعناصر 6 ابريل وقت إشرافه على الإعلام زمن حكم المجلس العسكرى القديم، ثم أن طارق هو الذى أمضى وقته (محافظاً للوادى الجديد فى مرافقة رئيس وزراء الإخوان هشام قنديل إلى عروض للتزحلق على الرمال، وهات يا زحلقة)، وأخيراً ها هو طارق المهدى يدشن الإسكندرية كمدينة عائمة فى المجارى على نحو لم يجر منذ عهد بطليموس. مرة أخرى.. من يدفع فاتورة بقاء ذلك المحافظ؟! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع