هنا الإسكندرية.. عرفت قديمًا باسم عروس البحر المتوسط، الآن يمكنك أن تطلق عليها أى لقب بعيد عن عروس، ممكن أن تسميها مُطلقة البحر، أرملة البحر، ثكلى البحر. مدينة العراقة والشمس والهواء والبحر والعيون النابضة حياة، والوجوه الطيبة الضاحكة، والكلمة العفوية، مدينة الحياة. تحولت لبركة من المياه الراكدة، وأصبح الانتقال داخلها بالقوارب والمراكب الصغيرة كمدينة فينيسيا الإيطالية، والفرق هنا أن الجندول فى شوارع فينيسيا هو رمز للرومانسية وقصص الحب والغرام، ولكن قوارب الإسكندرية رمز لإهمال السلطة المحلية وفشل قيادات المحافظة بداية من المحافظ الهمام حتى أصغر موظف فى المجالس المحلية. رمز لفساد سقطت عنه آخر ورقة توت فبدت سوءته بصورة فاضحة، مقززة، تثير الغضب فى نفوس الإسكندرانية ومصر جميعا. والمثير للسخرية غضب السيد اللواء المحافظ من انتشار صور جندول المجارى على مواقع التواصل الاجتماعى، وقد نفت فى بداية الأزمة قيادات المحافظة المنحوسة، وجود الأزمة من الأساس، ثم لم تستطع أن تنفى مع انتشار الصور وافتكاسات وابتكارات وجنون الإسكندرانيين. من التزحلق على أمواج المجارى، وانتشار الجيسكى فى شوارع ميامى، ثم صور التلاميذ فى طريقهم إلى المدارس والمياه الراكدة تغطى نصف جسدهم. ثم آخر الصور لموظف وهو يحمل بنطلونه وحذاءه فى يديه ويمشى فى شوارعك يا إسكندرية بدون بنطلون حتى يعبر المستنقع وهنا استحضرت كلمة الفنان أحمد حلمى فى فيلم زكى شان "البنطلون لاء .... البنطلون آه". "والرجالة دى قالعة بنطلوناتها ليه" لأن موظفين المجالس المحلية فى المحافظة على قدر كبير من التهاون والإهمال فى العمل. الإهمال فى الإسكندرية حتى نكون منصفين ليس عمره عاما واحدا وإنما ابتدأ حال المحافظة يتدهور بعد محافظ الإسكندرية الأسبق "عبد السلام المحجوب" ثم توالت على المحافظة محافظين حاولوا كسب ود السكندريين، ومحاولة نيل الحظوة التى نالها " المحجوب لديهم إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا، وظهر ذلك جليا فى عهد اللواء "عادل لبيب" ثم ظهرت تلك نتائج الإهمال الجسيم فى الصرف الصحى فى عهد نائب المحافظ" المحافظ الفعلى "الأكثر سخرية لدى السكندريين" حسن البرنس"، وتجلت فى عدم صرف مياه الأمطار، ومشاكل الصرف الصحى والطرق. غير مشكلة قطع الكهرباء، فأصبح حى ميامى أشبه بوكر للحشرات الناتجة عن مشكلة المجارى، فى ظل ظلام دامس لساعات ليست بالقليلة، وقد أعزى السيد وزير الكهرباء أطال الله لسانه وقصر عمله". أن قطع الكهرباء صيفا نتيجة تشغيل المكيفات والمراوح وفى الشتاء نتيجة تشغيل الدفايات والسخانات الكهربائية". أى أن السيد الوزير يريد من المصريين أن "يتبستروا" الخروج من نار الصيف لثلج الشتاء بسترة لأجل الميكروبات وحفظ الإنسان المصرى من التلف لمدة أطول. الفساد والاستهتار سيد الموقف.. يرفع السكندريون شعار "ليه تروح تصيف فى مارينا، لما ممكن تشتى فى مجارينا" وهنا التساؤل أين وزارة الصحة مما يحدث ومن تلوث يودى بالصحة العامة للإنسان وينذر بتفشى الأوبئة الناجمة عن الحشرات ومياه الصرف الصحى الراكدة لأيام وأيام؟ أين محافظ الإسكندرية بعد تأكده من أن الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى ليست فبركة أو مجرد دعاية سلبية لقيادات المحافظة؟ أين وزير الحكم المحلى ومجلس الوزراء أم أن أخبار المستنقع المفتوح التى تسبح فيه الإسكندرية لم تصل لهم بعد؟ وغيرهم من الهيئات والوزرات المعنية من تهديد البشر والمبانى والبنية التحتية فى الأماكن المنكوبة بالإهمال، وعدم الوعى لحجم المشكلة؟ تساؤلات عديدة تغلى داخل الصدور وتصرخ بها حناجر المواطنين، والغضب أصبح سيد الموقف، والصبر تسرب من بين زفرات غضب رجل الشارع البسيط لينذر كل ذلك بكارثة على وشك الوقوع. المطلوب حل سريع وجذرى، عربات لكسح المياه على سبيل المثال، شبكة صرف صحى جديدة، النظر بعين الاهتمام والتقدير لمعاناة المواطن الذى لم يعد يعرف "يلاقيها منين ولا منين" .