محافظ الشرقية يزور مطرانية فاقوس ويُهنئ الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد    رئيس الإنجيلية: نحتفل بعيد القيامة وسط أجواء مشحونة وظروف اقتصادية ضاغطة    التنمية المحلية: تدريب العاملين بالمحليات على الولاء الوظيفى    شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد بمنشآت التأمين الصحي الشامل    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    أسعار الأسماك اليوم، البوري يبدأ من 85 جنيهًا في سوق العبور    تحذير جديد لملاك شقق الإسكان الاجتماعي    إزالة فورية بقرية دندره في قنا    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    «مياه القناة»: زيادة الضخ من المحطات في أوقات الذروة خلال الصيف    مطالب برلمانية بتشجيع الاستثمار في التصنيع الزراعي لتزايد الطلب على الغذاء    وحدة حياة كريمة بأسوان تتابع 53 مشروعا بقرى وادى الصعايدة بمركز إدفو    أمريكي وأستراليان، نهاية مأساوية ل 3 سياح بعد اختفائهم الغامض بالمكسيك    بيان عاجل من القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بشأن وفاة ابن البرهان    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    روسيا تسقط مسيرتين أوكرانيتين في بيلجورود    تعرف على سبت النور ذكرى قيامة السيد المسيح    بعد مرور 25 دقيقة، تعادل سلبي بين أرسنال وبورنموث في الدوري الإنجليزي    بمشاركة 10 دول، انطلاق بطولة التنس بنادي جزيرة الورد في الدقهلية (فيديو)    كرة السلة، أوجستي بوش يفاجئ الأهلي بطلب الرحيل    بلاغ للنائب العام ضد البلوجر «أماني السورية» بتهمة الاتجار بالبشر    خلال الاحتفال بأسبوع المرور.. «وزراء الداخلية العرب»: 73% من الحوادث بسبب أخطاء بشرية    10 سيارات إسعاف لنقل 10 مصابين في حادث تصادم بالدقهلية    «جنايات المنيا» تنظر 32 قضية مخدرات وحيازة سلاح    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    متحدث التعليم يكشف تفاصيل عدم فصل التيار الكهربائي عن جميع المدارس خلال فترة الامتحانات    3 أحكام مهمة للمحكمة الدستورية العليا اليوم .. شاهد التفاصيل    كيفية تجديد تصريح العمل إلكترونيا    بيت الحكمة يصدر كتاب "البراجماتية" ل يعقوب فام    جدران معابد الكرنك تحتفظ باحتفالات المصريين القدماء بشم النسيم (صور)    مهندس الكلمة، معلومات عن الشاعر السعودي الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن    طرح البوستر الرسمي لفيلم "بنقدر ظروفك" وعرضه بالسينمات 22 مايو    دعاء يحفظك من الحسد.. ردده باستمرار واحرص عليه بين الأذان والإقامة    علي جمعة: قلة الحياء من موت القلب والروح    ختام المؤتمر السنوي الثاني لصدر البحيرة    تاج الدين: المبادرات الرئاسية تشمل الكشف عن الأورام الأكثر انتشارًا في مصر    القافلة الطبية المجانية لمدة يومين بمركز طامية في الفيوم    رئيس هيئة الدواء: دعم صناعة الدواء في أفريقيا لتصل إلى المقاييس العالمية    بعد ما أثير عن "أسترازينيكا".. الصحة: التجلط عرض نادر الحدوث    وزير الرياضة يُشيد بنتائج اتحاد الهجن بكأس العرب    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    ضياء السيد: أزمة محمد صلاح وحسام حسن ستنتهي.. وأؤيد استمراره مع ليفربول (خاص)    "السياحة" في أسبوع.. مد تحفيز برنامج الطيران العارض.. والاستعداد لموسم الحج    كبار رجال الدولة يشاركون في احتفالية الطائفة الإنجيلية بعيد القيامة    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    رئيس مكافحة المنشطات يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد عقوبة تونس    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بريد الاهرام. اشراف :احمدالبرى
المأزق الحقيقي‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 03 - 2010

ثمة حقائق جد مهمة طرحتها ندوة الأمن المائي‏..‏ من الخطر إلي التحدي والتي أدارتها ونشرت وقائعها جريدة الأهرام الغراء لعل أهم أو بالأحري أخطر هذه الحقائق هي‏:‏ توقعت دراسة أجريت سنة‏2003‏ أن يصل حجم استهلاك مياه الشرب في مصر إلي سبعة مليارات متر مكعب في عام‏2017,‏ بيد أن المفاجأة هي أن حجم الاستهلاك وصل الآن أي قبل الموعد المتوقع بسبع سنوات إلي تسعة مليارات وليس سبعة مليارات متر مكعب‏.‏
في عام‏1959‏ حيث كانت الحصة المائية لمصر من نهر النيل‏17‏ مليار متر مكعب‏,‏ وهي نفس حصتها الآن كانت المساحة الزراعية نحو‏5,6‏ مليون فدان وأصبحت الآن نحو‏9,2‏ مليون فدان‏.‏ والأخطر أنه للمحافظة ولا نقول للتغلب علي الفجوة الغذائية الموجودة حاليا فلابد من زيادة الرقعة الزراعية بمقدار‏3,4‏ مليون فدان حتي عام‏2017,‏ وهو ما يعني احتياجنا لكميات إضافية من المياه لزراعة هذه المساحة‏(‏ ملحوظة‏:‏ نحن نستورد الآن بما قيمته خمسة مليارات دولار من الأغذية سنويا‏).‏
لابد من الاعتراف أننا في مأزق حقيقي بسبب الإمكانات المائية المتاحة والمحدودة‏(‏ نصيب الفرد في مصر الآن‏750‏ مترا مكعبا من الماء في مقابل‏1500‏ متر مكعب كمتوسط عالمي في العام‏).‏ وفي نفس الوقت فإن احتياجاتنا من المياه تتزايد نظرا لزيادة عدد السكان وزيادة معدلات التنمية‏.‏
هناك زراعات مستنزفة للمياه‏(‏ ثمانية آلاف متر مكعب من المياه‏/‏ فدان أرز‏,18‏ ألف متر مكعب من المياه‏/‏ فدان موز‏)‏ وعلي الرغم من ذلك فقد زادت مساحة الأرز من‏70‏ ألف فدان في ثمانينيات القرن الماضي إلي‏2,2‏ مليون فدان الآن بسبب ربحية هذا المحصول‏,‏ وذلك علي الرغم من فرض الغرامات المالية علي المخالفين‏.‏ كذلك فإن هناك توسعا لافتا في زراعة الموز‏.‏ من ناحية أخري فإن المزارع السمكية تعتبر من المصادر المستنزفة للمياه حيث يحتاج الفدان الواحد إلي خمسة عشر ألف متر مكعب مياه‏).‏ ومن ثم فلابد من وضع استراتيجية رشيدة لإدارة المياه فليس من الحكمة قط ان نقوم بتصدير مياهنا المحدودة في صورة ارز او موز للخارج‏.‏
لابد من تغيير طرق الري التقليدية بالغمر والمتبعة حاليا وتؤدي الي هدر كبير في المياه بحيث نستخدم تقنيات الري الحديثة كالرش والتنقيط‏,‏ وفي مقدورنا تطويع السيول وتحويلها من نقمة كما حدث اخيرا في سيناء واسوان الي نعمة‏,‏ فهناك دراسات علمية تؤكد امكانية الاستفادة من مياه السيول في شمال سيناء في زراعة خمسة ملايين فدان‏.‏
لقد اصبح لزاما علينا تغيير ثقافة المجتمع من‏(‏ ثقافة وفرة المياه‏)‏ الي‏(‏ ثقافة ندرة المياه‏),‏ ومن ثم فإن انشاء حمامات السباحة وملاعب الجولف في التجمعات والمنتجعات السكنية الجديدة هو سفه يصل الي حد‏(‏ الجريمة‏)‏ أن يستهلك الفدان الواحد من ملاعب الجولف نحو‏17‏ ألف متر مكعب من المياه سنويا‏).‏ وفي هذا السياق فلابد من انتهاج سياسات مائية جديدة كإعادة تدوير المياه المستخدمة في الصناعة للتبريد وغيره‏,‏ وضرورة تركيب عدادات مياه بالوحدات السكنية علي منوال عدادات التيار الكهربي والغاز الطبيعي‏.‏
إن مسئولية الحفاظ علي المياه هي مسئولية وطنية منوطة بالجميع‏,‏ سواء من حيث ترشيد الاستخدام او تنقية المياه من الملوثات نتيجة للصرف الصحي ومخلفات المصانع‏,‏ وما الي ذلك من ملوثات لا يئن منها نهر النيل فحسب بل ومخزون المياه الجوفية‏..‏ وهذه جريمة كبري بكل المقاييس‏.‏ الأنكي أن جزيرة الوراق لا يوجد بها شبكة صرف صحي‏,‏ ويقوم سكان هذه الجزيرة‏(70‏ ألف نسمة‏)‏ بالصرف الصحي رأسا وجهارا نهارا في النيل نفسه‏!‏
د‏.‏ محمد محمود يوسف
أستاذ بزراعة الإسكندرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.