برأ القضاء الفرنسي عام 2007 صحيفة شارلي إيبدو من تهمة الإساءة للمسلمين ، جراء نشرها لرسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم معتبرا، أن الرسوم المسيئة استهدفت بوضوح قسما بعينه، هم الإرهابيين وليس المسلمين جميعهم ، كما أدانت اليونسكو مؤخرا وهي المنظمة التابعة للأمم المتحدة التي تتمثل مهمتها في تعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة الحادث الإرهابي واعتبرته تعدي على حرية الرآي والتعبير . لست بصدد تحليل ما جاء فى حكم القضاء الفرنسي أو ما جاء مؤخرا على لسان مديرة اليونسكو ولكني أسجل أعتراضي الشديد على الحكم القضائي الفرنسي لأن نشر رسوم مسيئة لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ليس إساءة للإرهابيين ولكنه إساءة للمسلمين أجمعين وبالنسبة لتصريح مديرة اليونسكو بأنها مع حرية تعبير الصحيفة ، أقول لها هناك فارق كبير سيدتي بين حرية التعبير وحرية الإساءة والتطاول وإيذاء وجرح مشاعر ومعتقدات الآخرين . ولكني فى الوقت ذاته لست من مؤيدي رد الإساءة بالقتل ولذا أسجل كذلك رفضي لما قام به طبقا لمصادر أمنية فرنسية ثلاثة رجال مسلحون وملثمون من فتحهم للنار في صالة اجتماع هيئة تحرير صحيفة شارلي إبدو بمقرها حيث قتلوا عدةأشخاص من بينهم ثمانية صحفيين ومن هؤلاء الصحفيين ضحايا هذا الاعتداء أربعة رسامون مشهورون هم: جورج وولينسكي و جان كابوت (كابو) وبرنارد فيرلهاك (تيجنوس) وستيفان شاربونييه (شارب). والمتهمون الثلاثة طبقا للمصادر الأمنية الفرنسية هم حميد مراد (18 عاما) والذى سلم نفسه للشرطة والشقيقان سعيد كواشي (34 عاما) وشريف كواشي (32 عاما) المولودان في باريس واللذان يحملان الجنسية الفرنسية. ولكني أتساءل كيف للإرهابي المشتبه به أن يسلم نفسه ويعترف على نفسه بكل هذه البساطة ، هل هذا يعقل ؟! ولماذا لم يقوم الشقيقان المشتبه بهما الآخران بهذا العمل الإرهابي منذ عام 2006 عند نشر الجريدة للرسوم المسيئة وهما مولودان فى باريس ويحملان الجنسية الفرنسية ؟! قالت مصادر أمنية فرنسية أن على رأس المشتبه بهم ، غير هؤلاء الثلاثة حياة بومدين، وهى شريكة أميدى كوليبالى الذى هاجم متجرا يهودي بمنطقة بورت فينسين فى شرق باريس، واحتجز رهائن قبل أن تقتحم الشرطة المكان وترديه قتيلا وتفر حياة بعد قتلها لشرطية ...ولكن ما علاقة أقتحام أميدي لمتجر يهودي هو وبومدين بهذه القضية ؟! ما علاقة الهجوم على متجر يهودي بالإنتقام من صحيفة تنشر صورا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟! من المعروف أن المجلة أصدرت أكثر من ألف عدد منها خمسة أعداد تناولت الإسلام بالسخرية ، الأولى عام 2006 بالتزامن مع نشر جريدة دنماركية صورا مسيئة، وتم تبرئتها عام 2007 من تهمة الإساءة للمسلمين و(الثانية) عام 2011 بالتزامن مع فوز الإسلاميين في تونس برسم على غلاف المجلة بعنوان : “100 جلدة إن لم تمت من الضحك” ووقتها أشيع أن المجلة تعرضت لحريق لمزيد من التعاطف معها ومساندتها من القراء الذين عزفوا عن قراءتها إلا في حالات توظيفها ضد الإسلام والثالثة كانت عام 2012 ، و(الرابعة) عندما خصصت عددا في يناير وفبراير 2013 بعنوان: “حياة محمد الجزء الأول، بدايات رسول”، حمل في طياته تعليقات مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعلومات مشوهة عن السيرة النبوية العطرة، خاصة ما يتعلق بولادة الرسول وزيجاته والخامسة في عدد أكتوبر 2014 الذي نشرت فيه «شارلى إيبدو» رسوما جديدة، بغرض الإساءة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، من خلال رسم كاريكاتيري أفردت له صورة غلافها الرئيسي يظهر أحد أنصار داعش يذبح من تعتبره المجلة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، تحت عنوان، “ماذا لو عاد محمد ؟! نعود إلى موضوعنا ... من وراء هذا الحادث الإرهابي وما هى أهدافه ؟! إشادة تنظيم القاعدة بمنفذي الهجوم الذي استهدف مقر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية دون أن يعلن صراحة تبنيه للهجوم لا يعني أن القاعدة هى التى تبنت العملية الإرهابية كما يشاع بوسائل الإعلام ، أما تحذيرالقاعدة الفرنسيين بأنهم لن ينعموا بالأمن إذا لم يوقفوا "عدوانهم" على المسلمين ، فهو تحذير طالما أطلقته القاعدة للغرب ... هل هذه الحادثة مدبرة من جهة غربية ، تريد شن حروب على البلدان العربية الإسلامية أوفرض مزيد من السيطرة عليها وإبتزازها بزعم تحريرها من الإرهابيين ؟! يجوز ، لم لا ؟! [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي