فى إطار إعداد مشروع قانون التعليم العالى الجديد أتحدث عن الأساتذة المتفرغين وغير المتفرغين فى الكليات والمعاهد، الوضع فى الجامعات والمعاهد أصبح مثل الهرم المقلوب حيث إن قاعدة الهرم هم الأساتذة المتفرغون والأساتذة غير المتفرغين وفى قمة الهرم الأساتذة العاملون (على سبيل المثال عدد الأساتذة المتفرغين والأساتذة غير المتفرغين فى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية هو 240 بنسبة 53%، فى حين أن عدد الأساتذة والأساتذة المساعدين والمدرسين هو 214 بنسبة 47%). وهذا ينطبق على جميع الكليات والجامعات على مستوى الجمهورية، مما يسبب مشكلات فى التدريس والإشراف ومناقشة الرسائل العلمية، بخلاف الحرج الشديد الذى يقع فيه عميد الكلية أو الوكلاء ورؤساء الأقسام، فعند التحدث مع هؤلاء الأساتذة الأجلاء لابد أن يذكرونك بأنهم أساتذتك وأنهم لهم الفضل عليك فى حصولك على الدرجة العلمية وأنهم فى مقام آبائك وأمهاتك، وبالتالى لابد من تلبية طلباتهم. والحق يقال إن هؤلاء الأساتذة الأفاضل لهم خبرة كبيرة ولكن متى سيحصل الأساتذة العاملون الذين اقتربوا من سن المعاش على الخبرة ومتى يتخذون قراراتهم بعيدا عن أى ضغوط. ففى معظم جامعات العالم هناك سن للتقاعد ففى حالة وصول عضو هيئة التدريس لهذه السن يترك المجال تماما للجيل التالي. وهذا ليس نكرانا للجميل بل رد الجميل لهم فهؤلاء الأساتذة أفنوا حياتهم فى سبيل العلم ولابد من حصولهم على حقوقهم كاملة وخاصة المالية للعيش حياة كريمة. أ. د. حسن عبد الرءوف الهندي أستاذ بزراعة الإسكندرية