أعلنت رئاسة الجمهورية رسميا أمس عن تفاصيل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين، والتى ستبدأ اليوم الاثنين وتستمر حتى الخميس المقبل، وتعد الزيارة الرسمية الأولى للرئيس السيسى إلى الصين، وتأتى فى إطار علاقات الصداقة الوثيقة التى تجمع بين البلدين. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم الرئاسة ، بأن الرئيس السيسى سيلتقى الرئيس الصينى «شى جين بينج» بقاعة الشعب الكبرى حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية، وتعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدى البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين فى الكثير من المجالات التى تشمل التعاون الاقتصادى والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدنى والتعليم والبيئة. وأضاف المتحدث أن زيارة الرئيس الى الصين تأتى لتدشن مرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين حيث أعربت الصين عن رغبتها بترفيع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، وهو المستوى الذى تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، ويستهدف توثيق العلاقات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية. وتلى لقاء القمة بين الرئيسين، عدة لقاءات مع كل من رئيس الوزراء الصينى « لى كه تشيانج»، ورئيس البرلمان الصينى «جانج دى جيانج»، ووزير التجارة الصينى «جاو هوتشينج»، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعى الصيني. ومن المقرر أن تشهد تلك المباحثات واللقاءات استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولاسيما فى شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجارى والاستثماري، أخذاً فى الاعتبار عقد المؤتمر الاقتصادى فى مصر فى مارس المقبل، وأهمية مشاركة الصين بفاعلية فى انشطته وفى تنفيذ استثمارات صينية فى الكثير من المشروعات التى سيتم طرحها أثناء المؤتمر. واضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس سيستهل فعاليات زيارته إلى الصين غدا الثلاثاء، بلقاء مع عدد من رؤساء الجامعات الصينية، وذلك فى إطار الاهتمام بتكثيف وزيادة التعاون التعليمى والبحثى القائم بين البلدين. كما سيعقد الرئيس لقاء مع رؤساء كبريات شركات السياحة الصينية، وذلك فى إطار الجهود المصرية المبذولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسى فى الدخل القومى المصري، لاسيما أن الصين تعد حالياً أكبر دولة مصدرة للسياحة على مستوى العالم، حيث وصل أعداد السائحين الصينيين إلى ما يناهز 130 مليون سائح سنوياً. ومن المقرر أن يحضر الرئيس السيسى لقاء مع مجلس الأعمال المصرى الصينى المشترك ولقاءً آخر مع رؤساء كبريات الشركات الصينية لإلقاء الضوء على التطورات التى يشهدها الاقتصاد المصرى على الصعيدين الإجرائى والتشريعي، فضلاً عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التى يجرى تنفيذها أو الإعداد لها. وعلى الصعيد الاقليمي، من المنتظر أن تشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتى ياتى فى مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى لمواجهته، وتطورات الأوضاع فى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره. كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصينى سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد. وأوضح السفير علاء يوسف، أن زيارة الرئيس السيسى إلى الصين ستشمل مدينة «شينجدو» التى تعد أحد أبرز المدن الصناعية فى الصين، حيث سيتفقد الرئيس عدداً من المصانع العاملة فى مجالات الطاقة والتكنولوجيا. وأضاف أن الصين تكتسب أهمية خاصة على الصعيد الاقتصادى بالنسبة لمصر، حيث تعد الشريك التجارى الثانى لمصر على مستوى العالم، وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 10.3 مليار دولار فى عام 2013 منها 1.9 مليار دولار صادرات مصرية إلى الصين و8.4 مليار دولار واردات مصرية من الصين، وهو الأمر الذى يعكس ميل الميزان التجارى بشدة لصالح الصين على الرغم مما حققته الصادرات المصرية من زيادة بلغت نحو 50%، ومن ثم فإن الزيارة تستهدف تحقيق قدر أكبر من التوازن فى الميزان التجارى بين البلدين، وكذا زيادة استثمارات الصين فى مصر بما يتناسب مع تميز وعمق العلاقات السياسية بين البلدين، إذ تقف تلك الاستثمارات عند حدود 450 مليون دولار فقط. يذكر أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين يعود إلى عام 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، كما تم إبرام اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين عام 1999 فى ضوء حرصهما على تطوير علاقات التعاون والتنسيق المستمر بينهما فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والشعبية.