يبدو لافتا أن هذا الوطن قد قرر فى قادم الأيام وضع أقدامه على طريق النهضة والعلم وكتابة فصل جديد فى التقدم العلمى والتكنولوجى، حيث سيكون هذا العصر عصر العلم بامتياز، فقد تجلى ذلك فى لقاء الرئيس الأخير أعضاء اكاديمية الشباب واحتفالات عيد العلم هذا العام. ويبدو ذلك واضحا من بداية الاهتمام والادراك الشخصى والرئاسى من الرئيس السيسى لاستعادة جزء من النفوذ والتفرد المصرى الذى كان يوما ما استثناء فى العلم والتفوق والنبوغ المصرى مع إعطاء الأمل فى فرص إمكان استعادة الجامعات المصرية التى اصابها العطب والتراجع لاحتلال المراكز الأولى عالميا ضمن صدارة جامعات العالم المتعددة و المصنفة بالأولى دوما. وفى المقابل أتمنى أن يشمل هذا الاهتمام قرارات وتحركات بالتوازى من قبل الرئيس والحكومة أيضا بمشروع مدينة زويل العلمية باعتبار أن هذا المشروع هو أمل هذا الوطن فى القرن الحالى لبناء نهضة علمية وطبية وتكنولوجية فى مصر لو قررت الدولة المساعدة عاجلا فى اعادة بناء واقامة هذا الكيان العملاق، خاصة أن هذا المشروع أيضا هو المضمون والمتاح والهدف الأكبر لانشاء قاعدة علمية عالمية فى مصر لما لهذا المشروع من تخصص دقيق ومتفرد، وغير مسبوق من، حيث اختيار وتعليم وصقل هذه الكفاءات العلمية منذ دخول أكاديمية زويل والرعاية والاهتمام على أيدى أكفاء ثقات حتى تخرجهم والاستعانة بهم لإحداث النهضة العلمية المطلوبة عبر هذه التخصصات التى ستضاهى مكانة وعلماء العالم. وبالتالى فإن مشروع زويل دون مبالغة هو مشروع الحلم وأسطورة الطموح العلمى والتكنولوجى فى القرن الحادى والعشرين، حيث يجب أن يعلم الرئيس وغيره من كل مسئولى هذا الوطن أنه بالعلم وحده ولا سواه لن ينهض هذا البلد، حيث إن مستقبل ورفعة هذه الدولة لن تقام، ولن تؤسس إلا عبر خريطة طريق علمية وتكنولوجية عريضة نستطيع من خلالها حل مشكلات مصر فى التعليم والصحة والهندسة والإدارة والبناء والانشاء وغزو الفضاء واقامة مجتمعات جديدة خالية من الامراض والاوبئة أى بصريح العبارة إنهاء سنوات طويلة من التخلف والفقر. ومشروع زويل هذا لن يقام، ويبنى ويرتفع بالأحلام والوعود والأغانى والأمانى، بل بالعمل، حيث يجب أن يبادر الرئيس والحكومة بوضعه على رأس خريطة الاولويات العلمية عبر تخصيص ووضع معظم إمكانات الدولة للاسراع بانهاء واقامة هذا الصرح العلمى التكنولوجى، وتوافر الدعم والمساندة من قبل القوات المسلحة، كما يحدث حاليا لسرعة الإنجاز بمقاييسه العلمية المخطط لها حتى يرى النور قريبا. وكل ذلك سيتحقق قريبا باستغلال كيمياء العلاقة الخاصة من التفاهم والتمازج والتماهى أى الانسجام، تلك العلاقة التى تربط الرجلين السيسى وزويل، وتبدو واضحة للعيان تقديرا وامتنانا من السيسى تجاه هذا العالم الجليل الدكتور زويل وامكان الاستفادة من خبرة وعلم وموهبة وعالمية هذا الرجل فى تقديم واخراج المشروع العلمى التكنولوجى العملاق لمصر قريبا. وبالتالى كل ما يتمناه كل مصرى أن تترجم هذه العلاقة إلى ولادة عبقرية سريعة لمشروع زويل العلمى حتى تتحول مصر من جديد، وفى فترة قصيرة إلى خزان بشرى للعلماء والدارسين والمتفوقين النبوغ فى شتى فروع العلم وثقافة العصر. ومن هنا أرى أن مساعدة ودعم السيسى والدولة ليس لشخص زويل، بل لمشروع مصر العلمى العملاق التى ستباهى به الأمم من حولنا فى الشرق الاوسط، فكفى الرجل أى زويل ما تعرض له من ظلم وأذى لأكثر من خمس سنوات متصلة من اعداء النجاح وكارهى التفوق والنبوغ فى هذا الوطن... فهؤلاء الأفراد وللأسف منهم زملاء مهنة حولوا الرجل طيلة السنوات الماضية إلى منصة اطلاق واستهداف مباشر وحرب تشويه وإلغاء، حيث كانت افعالهم وممارساتهم ضده من مخازى هذا الزمن، حيث كان بعضهم يتفوه بالكذب والافتراءات والمزايدات. ناهيك عن التحريض والإيقاع، ولكنه أى زويل لاذ دوما بالصمت والصبر، حيث لم ينس كل هؤلاء المتاجرين بسمعة ومكانة الرجل أن كل هذه الخطايا فى افعالهم تقع على عاتقهم، حيث بلغت ذروة تهورهم وتغولهم على هذا العالم زويل فى أثناء معركة جامعة النيل، وما أدراك ما جامعة النيل، والآن وقد ترك الرجل هذه الجامعة، وتركهم ينكبون منذ ذلك الوقت على تلاوة فعل الندامة.. ماذا فعلوا بها، فلم نعد نسمع لها ولهم عن معارك علمية أو انتصارات تعليمية أو غزو للقمر، كما كانوا يتوعدوننا لو حصلوا على المقر، بل كانت حربا، ومزايدة رخيصة. لقد حان الوقت لرد الاعتبار لشخص زويل عبر مكانته وإعلاء صرح مشروعه لمصلحة هذا الوطن فهذه شخصية غير نمطية، بل استثنائية بمعايير عالمية وعقلية ابتكارية، وإلا ما كان العالم مازال يكرمه، ويحتفى به كل يوم، ولتكن مهمتنا «رئيسا ودولة وحكومة وشعبا» الاستثمار فى العلم والنهضة لا الاستثمار فى الكوارث، كما يفعل ويشدنا الذين حاربوا العلم وزويل يوما ما، فنحن أمام منعطف تعليمى وعلمى ونهضوى تاريخى لهذا الوطن... فلا تقدم ولا ازدهار إلا عبر إنجاح مشروع زويل وأمثاله، وهم كثر فى هذا البلد. لمزيد من مقالات أشرف العشري