لم يكن نجم إنسانا كاملا ولم يطمح لأن يكون.. كان فقط يمارس الحياة كإنسان.. إنسان مثلنا جميعا.. خطاءون وذوو نقص .. بشر تفتح لنا الحياة أبواب بهجتها حين نحبها كما هي.. ونتواضع أمام اختلاف أحوالها وغياب الكمال فيها .. كان نجم يحب الخطائين ويصادقهم ويلتمس لهم كل الأعذار، بل ورأيته شخصيا يهش بوجه سارقيه سواء على مستوى الأدب أو المعتدين على قروشه القليلة التي كان يتفنن فى لحظة الحصول عليها لإسعاد من حوله .. كان نجم يرفض أن يكون رمزا بالمعنى التقليدي الفج للكلمة التى ابتذل استخدامها .. كان يفضل ألا يكون سوى شخص يأتي ويذهب دون أن يلاحظه أحد.. ولكننا كنا نشعر بلحظة غيابه، تفاجئنا دائما طلته المحبة التي تملأ المكان بالبهجة وتحرر فاجوميته الجميع من قيود التصنع وعبء الأقنعة الملتصقة بالوجوه والأرواح .... عندما سألته لمَ لمْ يعجبه سيناريو أعد عن حياته؟، قال ببساطة : « ياعم دول مطلعينى عبد الناصر .. أنا مش بطل ياعم مجدي .. أنا واحد من الشعب .. فهم شوية وعندي شوية كلام عايز أقولهم وأمشى» . اذا حاولنا المستحيل بالحديث عن صفة واحدة تسم شخصية نجم فلن نجد أفضل من ( الاستغناء) .. كنا نسعى كأصدقاء له لتلبية رغبات لم تيشر مجرد إشارة الى طلبها .. وعندما كان فى موضع يمكنه من تحقيق رغبات الناس لم يفعل شيئا سوى لغيره من البشر، وهذا ما عرفته بالصدفة من علاقته المحترمة والعابرة للأيدلوجيات مع نجيب ساويرس .. كان نجم مستغنيا يحب الحياة وتلك معجزته فهو يعشق محبوبة لم تعطه سوى القليل.. يعشقها دون سبب فمن يشغل نفسه بسبب للحب؟! . كان أصدقاؤه فى السجون يفرحون لقدومه فهو قادر على تحسين ظروف القهر .. بإشاعة البهجة وترويض السجان.. ولم يشغل أى من أصدقائه نفسه بالبحث عن سر قدرته على محبة سجانيه بصدق يكاد يساوى صدق عشقه للحرية والحياة .. يا أبو النجوم نحن – كالعادة – نحاول أن نفعل فى حضرتك ما علمتنا إياه دوما أن نتواصل بالحب عبر الاختلاف ... ونقدم إليك اليوم نموذجا متواضعا لمحبتنا .. قدرا ضئيلا فى تقديرنا وفهمنا الذي كانت حياتك كلها محاولة لنشرها على الناس .. أن أحبوا مصر.. وإن اختلفوا فى كل شيء إلا على حبها ... كنت دائما تتسلل من مجالسنا حتى لا يستبقيك المحبون، ولن نمكنك من ذلك بعد الآن.. سوف تظل معنا دائما .. تطل علينا أبا وأخا وصديقا.. عبر إبداعك وإبداع من ألهمتهم، نستحضرك اليوم وكل يوم فمثلك ياصديقى ينبغي له ألا يغيب ..