تباينت آراء القوى السياسية والنشطاء حول قضية القرن والتى حكم فيها ببراءة مبارك ونجليه مع بقية رجاله من المسئولين قبل ثورة يناير . فى البداية يرى محمد إبراهيم عويس أمين حزب التجمع فى بنى سويف أن الحكم ببراءة مبارك هو حكم ببراءة شخص وليس براءة نظام فبراءة مبارك هى براءة على فعل وتصرف شخصى فيما يتعلق بقتل المتظاهرين أما ما يجب فعلياً أن يحاسب عليه فهو فساد 30 عاماً وما اقترفه فى حق الشعب المصرى ويجب أن يحاكم بمحاكمة ثورية مثل ما تفعل معظم الثورات فى العالم ولم تفعله ثورة يناير والتى حولت محاكمة مبارك على أشياء صغيرة ولابد من المحاسبة على ما وصلت ليه الأمور الآن لأنه أدار البلاد فى عهده بأسلوب خاطئ ونحن ندفع ثمن ذلك حتى الآن ونعانى من أفعاله التى ادت الى تأخر دور مصر السياسى وانتشار البطالة وتفشى الأمراض وتعمد اقصاء الكفاءات وتفريغ الحياة السياسية وإضعاف دور الأحزاب والتفرد بالقرار وانتهاكات الأمن وتهميش دور مصر كل هذه الجرائم لابد أن يحاسب عليها مبارك ونحن نقبل ببراءته الشخصية ولكن لابد أن تقوم ثورتا 30 يونيو و25 يناير بمحاسبته على أفعاله السالفة الذكر والتى من أجلها قامت أعظم ثورة فى التاريخ والتى أطاحت بنظام أخطأ فى حق شعبه . وأضاف عويس أنه من خطورة الحكم ببراءة مبارك أنها ستعطى رجاله الفاسدين دفعة شعبية فى انتخابات البرلمان القادمة ولابد من محاكمة ثورية عاجلة لأن براءته بهذا الشكل تجعل منه بطلا وتزيد من احتقان أسر الشهداء الذين سيرون الآن أن دماء أبنائهم كانت رخيصة وليس من المعقول أن تكون تلك هى النهاية . ويضيف وليد عبد المنعم منسق الجمعية الوطنية للتغيير ومسئول الإعلام بحزب مصر الديمقراطى أن مبارك استطاع «شرعنة» الفساد الذى استشرى فى مصر منذ سنوات والحكم أصاب الجميع بصدمة كبيره فكان لا بد من محاكمته محاكمة ثورية فالشعب هو من أزاحه عن حكمه وليس القانون وتساءل عبد المنعم كيف يحاكم مبارك بقوانين تم تفصيلها فى عهده؟! ويضيف أشرف أنور حسن أمين عام حزب مصر بلدى ببنى سويف أن الحكم يؤكد أن القضاء المصرى قضاء غير مسيس فعلى الرغم من الإدانة السياسية الواضحة لمبارك ورجاله وفترة حكمه فإن الوقائع الجنائية المنظورة أمام القضاء والأدلة المقدمة أخذت بها بعيدا عن السياسة طبقا لصحيح القانون المصرى وهى شهادة للقضاء الذى يفصل بين السياسة والعدل ، على الرغم من أن القاضى الجليل لم يفوت ذكر وتوضيح أبرز أخطاء نظام حكم مبارك بل وخطأ مبارك الشخصى فى أواخر فترة حكمه وفى النهاية الحكم هو عنوان الحقيقة وعلينا جميعا الالتزام بأحكام القضاء. وتؤكد الدكتورة سهام أديب رئيسة جمعية الشبان المسيحية وناشطة سياسية أنها فى غاية الحزن لحصول مبارك ورجاله على البراءة عقب قيامه بإفساد الدولة ولكن فى نفس الوقت القضاء عادل لأن التفنيدات القضائية للحكم على المتهمين وما لدى القاضى من أوراق بها عدل واضح ، ولكن مبارك كان لابد من أن يحصل على حكم بتهمة إفساد الحياة السياسية بمصر وأخذت أديب على القاضي تقسيمه للمتظاهرين فى المحافظات والميادين كما يجب قراءة تفسير الحكم الذى أشار له القاضى فى 280 صفحة للحكم جيدا ومعرفة أسباب البراءة . وبدأ حسام غيتة ناشط سياسى حديثه قائلا : ننتظر محاكمة الشعب المصرى لأنه قام بثورته عقب إفساد مبارك للحياة السياسية فى مصر لسنوات وقام بقتل هؤلاء الثوار ونال البراءة بعدها فمن إذن نحاكمه بعد خروج من قامت ثورتنا ضدهم . بينما صرح إيهاب خاطر منسق حركة 6 إبريل ببنى سويف بأن الحكم بالبراءة على مبارك كان متوقعا من خلال مرافعة المحامين والمتهمين ومن الأحداث التى سبقت الحكم من انتشار الجيش والشرطة فى كل ربوع مصر . ولم يأت الحكم بجديد وتساءل خاطر من هو المتهم إذن ؟ هل الشعب أم غيره ؟ وأكد خاطر أن الحركة تدرس بعناية التظاهر حتى لا يستغل الإخوان نزولهم للشارع فمطالب الحركة القصاص للشهداء والإفراج عن المعتقلين السياسيين كما سنترك الأمر للشعب والذى سيقول كلمته فى النهاية هل مبارك يستحق البراءة أم السجن .