قبل ساعات من انطلاقها فى مدينة بريسبن الأسترالية اليوم، خيمت تطورات الأزمة الأوكرانية على أجواء قمة العشرين المرتقبة، حيث تبادلت كل من موسكو وكييف أمس الاتهامات بشأن المسئولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار فى المناطق المتنازع عليها فى الشرق، فيما وجهت الولاياتالمتحدة تحذيرا لروسيا بأن الغرب قد يفرض عليها المزيد من العقوبات بسبب «التصعيد العسكرى» الذى تمارسه فى أوكرانيا. وقال أندريه ليسينكو المتحدث باسم الجيش الأوكرانى:»لا نعتزم التخلى عن وقف إطلاق النار رغم كل محاولات الجانب الروسى مخالفة هذه الاتفاقات»، مشيرا إلى خرق الانفصاليين الموالين لروسيا للهدنة 2400 مرة. من جانبه، قال ألكسندر لوكاشفيتش المتحدث باسم الخارجية الروسية إنه: «يجب عدم السماح بانهيار وقف إطلاق النار.. ستكون هذه كارثة على الوضع فى أوكرانيا»، مضيفا أن: «موسكو لا تزال تعتبر اتفاقات مينسك أساس تسوية الأزمة الأوكرانية». وفى برلين، قالت سامانتا باور مندوبة الولاياتالمتحدة بالأمم المتحدة عقب اجتماعها مع فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألمانى إن: «أمريكا وألمانيا تشعران بانزعاج شديد خاصة بسبب التصعيد العسكرى الذى يجرى على قدم وساق». وأضافت: «فيما يتعلق بالخطوات القادمة.. خبراؤنا سيجتمعون هذا الأسبوع ليروا كيف يمكننا إجبار روسيا على دفع الثمن بجهود مشتركة»، مشيرة فى الوقت نفسه إلى إمكانية رفع العقوبات المفروضة على موسكو حال توقف المعارك وسحب كل القوات والمعدات الأجنبية وأطلق سراح الأسرى. وفى سياق متصل، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى إن: «تصرفات روسيا فى شرق أوكرانيا غير مقبولة وقد تدفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو». وأشار كاميرون خلال كلمة ألقاها أمام البرلمان الأسترالى بمناسبة زيارته للبلاد لحضور قمة العشرين: «ما زلت آمل فى أن يتعقل الروس ويدركوا أنهم يجب عليهم السماح لأوكرانيا بأن تتطور كبلد مستقل وحر فى تقرير خياراته». وأضاف أنه: «إذا اتخذت روسيا نهجا إيجابيا تجاه أوكرانيا فإننا قد نشهد رفع تلك العقوبات. أما إذا واصلت روسيا دفع الأمور إلى الأسوأ عندئذ فإننا قد نشهد زيادة فى تلك العقوبات.. ذلك هو الأمر ببساطة». من جانبها، ذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها تعتزم التباحث مع الرئيس الروسى بشأن الأزمة الأوكرانية خلال قمة العشرين، معربة عن استعدادها لعقد اجتماع مباشر مع بوتين للتباحث بشأن هذه القضية. وقالت ميركل عقب مباحثات مع جون كى رئيس الوزراء النيوزيلندى فى مدينة أوكلاند إن:»هناك فرصة حقيقية لعقد اجتماع». فى غضون هذا، نفى فاديم لوكوف المنسق الروسى لمجموعة العشرين وسفير المهام الخاصة لمجموعتى «العشرين» و»بريكس»ما تردد حول انقسام الآراء بين أعضاء مجموعة العشرين بين مؤيد ومعارض لمشاركة الرئيس بوتين فى القمة المرتقبة. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستى» الروسية عن لوكوف قوله إن مشاركة الرئيس بوتين فى القمة لم تكن محل نقاش، وأن الدعوة أرسلت فى ديسمبر من العام الماضى 2013ولا نية عن التراجع عن قبول مثل هذه الدعوة، مضيفا أن أعضاء العشرين يملكون كل الحقوق المتكافئة ، ولا أحد يستطيع استبعاد أى من دول هذه المجموعة، كونها ليست «ملكية شخصية لمنظمى القمة أو لمجموعة بعينها». على جانب آخر، وفيما تبدو أشبه بعودة فعلية لأجواء الحرب الباردة،كشفت الولاياتالمتحدة عن أن روسيا زادت من طلعات طيرانها العسكرى قرب سواحل أمريكا الشمالية.