تعددت الأسباب والموت واحد من الأقوال المأثورة التى يطلقها البعض ، خصوصاً بعد استمرار نزيف الدم على الطرق المؤدية لمحافظة جنوبسيناء التى يتجاوز طولها 650 كيلومترا تقريباً بدءا من رأس سدر وحتى طابا ومعظمها طرق خطيرة تهدد حياة المارين عليها حيث لا يمر عام واحد إلا ويقع حادث كبير يودى بحياة الكثيرين ويصيب العشرات كما حدث فى 22 أغسطس من العام الحالى عندما تصادم أتوبيسان سياحيان على الطريق الدولى وذلك على بعد 50 كيلومترا من طور سيناء فى اتجاه شرم الشيخ أمام منطقة رأس الكنيسة ما أسفر عن مصرع 38 شخصا ، بالإضافة إلى إصابة 41 آخرين . ويرجع السبب الرئيسى فى ذلك الى عدم وجود مبنى ومعدات وكيان لمديرية الطرق وكذلك كثرة المنحنيات الخطيرة والمنازل أبرزها منحنى طريق الصاعدة قبل مدينة نويبع بمسافة 10 كيلومترات ومنحنى مدينة أبوزنيمة الواقع بين هضبتين جبليتين وطريق رأس سدر طور سيناء . وبالرغم من تعيين المحافظة اللواء مهندس جمال المهدى مديرا عاما لمديرية الطرق ، لكن دون أن يكون له مقر دائم أو مبنى يستطيع ممارسة عمله من خلاله أو حتى معدات تساعد على تحسين حالة الطرق. بالإضافة إلى كثرة المنحنيات الجبلية الواقعة على طرق المحافظة وصعوبة تعريض الطرق باعتبارها تقع بين جبلين وت حتاج الى مواد مفجرة للتمكن من إصلاحها مما يكلف الدولة مبالغ كبيرة لتفادى حوادث السير ، لكن ليس للمواطن ذنب فى هذا . وقد أكد الدكتور خالد أبو هاشم مدير عام مرفق الإسعاف بجنوبسيناء أن مرفق الإسعاف تلقى أكثر من848 حادث سير خلال العام الماضى 2013 وبلغ عدد الوفيات 31 حالة وعدد المصابين 6598 دون حصر حادث شهر أغسطس الذى هز مصر بأكملها خاصة أن حوادث التفجيرات التى وقعت بجنوبسيناء سواء فى طور سيناء أو طابا لم تخلف كل هذه الأعداد من القتلى والمصابين . بالإضافة الى سوء حالة الطرق والتى تتأثر دائماً بسقوط الأمطار والسيول عليها مما يعرض أجزاء كبيرة منها للقطع والتهالك نتيجة تراكم الرمال والحجارة عليها كما حدث فى طريق نويبع – دهب العام قبل الماضى وغلق طريق وادى فيران – سانت كاترين بفعل الأمطار والسيول وفور اعادة فتحه تلاحظ ا تعرض أجزاء كبيرة منه للتلف . وفى أسوان صدق أو لاتصدق فسوف تجد أن الطريقين الصحراوى الغربى وأبوسمبل السياحى يكادان يخليان من الخدمات الأساسية باستثناء بعض سيارات الإسعاف المتناثرة عليهما، فيما يخترق الطريق الثالث الزراعى القاهرةأسوان الكتل السكنية بامتداد المحافظة من مدينة أسوانجنوبا وحتى حدود محافظة الأقصر شمالا ،أما طريق برنيس الذى يربط مابين المدينة وضريح سيدى أبو الحسن الشاذلى فعن نقص الخدمات عليه فحدث ولاحرج . وبلغة الأرقام فإن عدد الحوادث التى شهدتها طرق أسوان خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين بلغت 37 حادثة منها 15 حادثة انقلاب و22 حادثة تصادم وذلك بمعدل 16 حادثا على الطرق الداخلية و21 آخرين على الطرق السريعة وهو ما نتج عنه وطبقا لإحصائية رسمية 37 حالة وفاة و149 حالة إصابة ، وتعد حادثتا يناير وأكتوبر الماضيين هما من أبشع الحوادث التى شهدها الطريق الصحراوى الغربى وتحديدا عند وصلة الكرابلة المشئومة جنوب مدينة إدفو ،حيث لقى خلالهما 45 شخصا مصرعهم ، بينما أصيب العشرات بإصابات خطيرة . والمؤسف وكما يقول المهندس محمد عبدالله مدير عام الطرق بأسوان ، هناك إجراءات لابد من سرعة القيام بها لرفع كفاءة الطرق السريعة التى تتبع أساسا للهيئة العامة للطرق والكبارى ،ومنها رصف وتأهيل الوصلة من الكيلو 55 على الطريق الصحراوى الغربى وحتى الكيلو 120 ،كما أن جميع الطرق فى حاجة لمطبات صناعية للحد من السرعات الجنونية للسائقين، ووضع العلامات الإرشادية والمضيئة والعمل قدر الإمكان من أجل إنارة الطرق السريعة بالطاقة الشمسية وازدواجها فى حارتين فى المناطق التى تسمح بذلك ، خاصة فى الطريق الزراعى الذى يخترق الكتل السكنية ، بالإضافة إلى وضع الكمائن الثابتة والمتحركة والرقابة بالرادار و الكشف الدورى والمفاجئ على السائقين للتأكد من عدم تعاطيهم للمواد المخدرة . من جانبه نفى المهندس عبد ربه أحمد مدير عام المنطقة العاشرة للهيئة العامة للطرق والكبارى بأسوان أن السبب الرئيسى فى وقوع الحوادث، هو جنون السرعة و العنصر البشرى وقال مدير المنطقة إن وزير النقل قد وجه خلال اجتماعه الأخير منذ أيام مع مديرى المناطق بالعمل سريعا على تلافى أى أخطاء بشأن الطرق السريعة واختص محافظة أسوان بالتوجه نحو الانتهاء من وصلة الكيلو 55 جنوب إدفو ، وأضاف عبد ربه أن المنطقة ستطرح خلال أيام رفع كفاءة هذه الوصلة فى مناقصة عامة وأكد أن جميع الطرق سيتم دعمها بالعلامات الإرشادية المضيئة عقب مراجعتها مراجعة شاملة . ظلام وصبية ونحر النيل يهددون حياة ركاب طرق الغربية كما تشهد طرق محافظة الغربية، بصورة شبه يومية، وقوع حوادث تصادم بين السيارات والمركبات المختلفة، مما يؤدى لسقوط ضحايا ومصابين. ويؤكد الإعلامى أيمن عبد الخالق (من أبناء مركز قطور) أن الأسباب ترجع إلى تهالك معظم الطرق، حتى أصبحت غير صالحة للاستخدام، كما هو الحال فى الطرق التى تربط القرى بمراكزها ومدنها، ناهيك عن قيام بعض الصبية بقيادة المركبات، مما يؤدى إلى وقوع أخطاء جسيمة، يترتب عليها وقوع حوادث وضحايا ومصابين. ويضيف: يوجد على طريق طنطا – قطور، وتحديدًا عند بداية الطريق الدولى قبيل قرية دماط، تآكل فى الطريق (نَحْر) مما جعل عرض الطريق لا يتجاوز متريْن (!!) وفى الوقت نفسه يقوم بعض السائقين بالسير عكس الاتجاه، مما يؤدى غالبًا إلى انقلاب سيارة أو أكثر. ويوضح أن الطريق الدولى نفسه، والذى يصل مدينة طنطا بمحافظة كفر الشيخ، يخلو من وجود أى عمود إنارة، ويتساءل: كيف يتم صرف عشرات بل مئات الملايين من الجنيهات على إنشاء هذه الطريق، دون الاهتمام بإضاءتها. من جانبه، يؤكد المهندس توفيق عبد العال، رئيس فرع الهيئة العامة للطرق والكبارى بمنطقة وسط الدلتا، أن جميع الطرق التى تنفذها الهيئة سواء بمحافظة الغربية أو غيرها من المحافظات، تتم مراعاة المعايير المحلية والدولية فى إنشائها، مع إجراء أعمال الصيانة الدورية لها وللكبارى المقامة عليها. مشيرًا إلى أن مخالفات النقل الثقيل بزيادة حمولتها هى السبب الرئيسى فى تهالك الكبارى، مما يستلزم تكاتف جهود المحليات مع المرور، لإلزام هذه السيارات بخطوط سيرها، ومواعيد السير، بحيث تكون خارج المدن.