لم يعد التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في الشأن العربي سرا تحرص عليه الأطراف المعنية، بل صار واقعا مخيفا واستراتيجية معلنة تهدد مصير كثير من الدول العربية. وقد أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي خطورة ذلك عدة مرات، آخرها في حواره مع وكالة الأنباء الكويتية الذي أكد فيه أهمية تكاتف الدول العربية وترابطها في هذه المرحلة الفارقة، والعمل علي إعادة بناء الدول العربية المتضررة والحيلولة دون اضعاف دول عربية أخري، وأشار إلي أن هناك تدخلات خارجية استغلت الثورات العربية ومولت قوي الإرهاب والتطرف في ليبيا وسوريا. والحقيقة أن نظرة سريعة علي خريطة الوطن العربي توضح حجم وخطورة التدخل الخارجي، ففي سوريا تجري حرب بالوكالة بين مجموعات تمثل قوي اقليمية ودولية وتحظي بدعم كامل منها، وخرج الأمر عن نطاق الصراع بين السلطة والمعارضة. وفي ليبيا حيث لعب التدخل الخارجي دورا أساسيا في اسقاط نظام القذافي، مازال الدعم مستمرا من جانب البعض للجماعات التكفيرية والميليشيات المسلحة، وأحدثها ما أعلن عنه المتحدث باسم الجيش الليبي أمس الأول عن قيام طائرة قطرية بنقل أسلحة ومعدات حربية إلي تلك الجماعات عبر مطار مصراته. أما في العراق التي تمثل نموذجا مهما لأخطار التدخل الخارجي، الذي بدأ باسقاط النظام ثم تدمير الدولة وبناء نظام طائفي ترعاه القوي الاقليمية والدولية وتتصارع بداخله جماعات العنف والتطرف، فقد تحول الوضع إلي مأساة بات فيها الشعب العراقي يتحسر علي أيام الديكتاتورية!! لقد تنبهنا في مصر مبكرا إلي حجم التدخلات الخارجية وخطورتها، ونجح تحالف الشعب والجيش في التصدي لهذه التدخلات وافشال مخططاتها، رغم أن بعض التدخلات مازالت مستمرة بدعم الإرهاب ومحاولة نشر الفوضي، لكن وعي المصريين وإرادتهم أقوي دائما من أي عدو. لمزيد من مقالات رأى الاهرام